وَإِلاَّ فَمُتَوَاز نَحْوُ ـ فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَأَكْوَابٌ مَوْضَوعَةٌ.

قِيلَ وَأَحْسَنُ السَّجْعِ مَا تَسَاوَتْ قَرَائِنُهُ نَحْوُ ـ في سِدْر مَخْضُود، وَطَلْح مَنْضُود، وَظِلٍّ مَمْدُود ـ ثُمَّ مَا طَالَتْ قَرِينَتُهُ الثَّانِيَةُ نَحْوُ ـ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، ما ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوّى ـ أَوِ الثَّالِثَةُ نَحْوُ ـ خُذُوهُ، فَغُلُّوهُ، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ـ وَلاَ يَحْسُنُ أَنْ يُؤْتَى بِقَرِينَة أَقْصَرَ مِنْهَا كَثِيراً،


الثانية(١) ولو قال بدل الأسماع الآذان كان مثالا لما يكون أكثر ما في الثانية موافقا لما يقابله في الأولى [وإلا فهو متواز] أي وإن لم يكن جميع ما في القرينة ولا أكثره مثل ما يقابله من الأخري فهو السجع المتوازى [نحو ـ فيها سرر مرفوعة، وأكواب موضوعة] لاختلاف سرر وأكواب في الوزن والتقفية جميعا، وقد يختلف الوزن(٢) فقط نحو (وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً، فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً) وقد تختلف التقفية فقط كقولنا ـ حصل الناطق والصامت، وهلك الحاسد والشامت.

[قيل وأحسن السجع ما تساوت قرائنه نحو ـ في سدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود ـ ثم] أي بعد ألاَّ تتساوى قرائنه فالأحسن [ما طالت قرينته الثانية نحو ـ والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوي ـ أو] قرينته [الثالثة نحو ـ خذوه، فغلوه، ثم الجحيم صلوه] من التَّصْلِيَةِ(٣) [ولا يحسن أن يؤتى بقرينة] أي يؤتى بعد قرينة بقرينة أخرى [أقصر منها] قصرا [كثيرا] لأن السجع قد استوفى أمده في الأول بطوله، فإذا جاء الثاني أقصر منه كثيرا يبقى الإنسان عند سماعه كمن يريد الانتهاء إلى غاية فيعثر دونها،

__________________

(١) فليس فيها شيء يقال إنه مساو له أو غير مساو، ولهذا كان ذلك المثال لما تساوت فيه جميع المتقابلات.

(٢) قد سبق أن المراد به الوزن العروضى، فلا يصح التمثيل لاختلافه بالآية، لأن المختلف فيها الوزن التصريفى لا العروضي.

(٣) وهي الاحراق بالنار.

۵۲۰۱