وَهُوَ ثَلاَثَةُ أَضْرُب: مَطَرَّفٌ إنِ اختلَفَا في الْوَزْنِ نَحْوُ ـ مَالَكُمْ لاَ تَرْجُونَ للهِ وَقَاراً، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً ـ وَإِلاَّ فَإنْ كَانَ مَا فِي إحْدَى الْقَرِينَتَيْنِ أَوْ أَكْثَرُهُ مِثلَ مَا يُقَابِلُهُ مِنَ الْأُخْرَى في الْوَزْنِ وَالتَّقْفِيَةِ فَتَرْصِيعٌ نَحْوُ ـ فَهُوَ يَطْبَعُ الْأَسْجَاعَ بِجَوَاهِرِ لَفْظِهِ، وَيَقْرَعُ الْأَسْمَاعَ بِزَوَاجِرِ وَعْظهِ ـ


ومحصوله، وإلا فالسجع على التفسير المذكور بمعني المصدر أعنى تَوَافُقَ الفاصلتين في الحرف الأخير، وعلى كلام السكاكى هو نفس اللفظ المتواطىء الآخِرِ في أواخر الْفِقَرِ، ولذا ذكره السكاكى بلفظ الجمع وقال: إنها(١) في النثر كالقوافي في الشعر، وذلك لأن القافية لفظ في آخِرِ البيت إمَّا الكلمة نفسها أو الحرف الأخير منها أو غير ذلك على تفصيل المذاهب، وليست عبارة عن تواطؤ الكلمتين من أواخر الأبيات على حرف واحد، فالحاصل أن السجع قد يطلق على الكلمة الأخيرة من الْفِقْرَةِ باعتبار تَوَافُقِهَا للكلمة الأخيرة من الفقرة الأخرى، وقد يطلق على نفس توافقها، ومرجع المعنيين واحد [وهو] أي السجع [ثلاثة أضرب: مطرف إن اختلفتا] أي الفاصلتان [في الوزن(٢)نحو ـ مالكم لا ترجون لله وقارا، وقد خلقكم أطوارا] فان الوقار والأطوار مختلفان وزنا [وإلا] أي وإن لم يختلفا في الوزن [فإن كان ما في إحدى القرينتين] من الألفاظ [أو] كان [أكثره] أي أكثر ما في إحدى القرينتين [مثل ما يقابله من] القرينة [الأخرى في الوزن والتقفية] أي التوافق على الحرف الأخير [فترصيع نحو ـ فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه] فجميع ما في القرينة الثانية موافق لما يقابله من القرينة الأولى، وأما لفظ ـ فهو ـ فلا يقابله شيء من

__________________

(١) أي الأسجاع.

(٢) المراد به الوزن العروضى لا التصريفي.

۵۲۰۱