إذَا الْمَرْءُ لَمْ يَخْزُنْ عَلَيْهِ لِسَانَهُ

فَلَيْسَ عَلَى شَيْء سِوَاهُ بِخَزَّانِ

وَقَوْلِهِ:

لَوِ اخْتَصَرْتُمْ مِنَ الاْحَسَانِ زُرْتُكُمُ

وَالْعَذْبُ يُهْجَرُ لِلاْفْرَاطِ في الخَصَرِ

وَقَوْلِهِ:


إذا المرأ لم يخزن عليه لسانه

فليس على شيء سواه بخزان(١)]

أي إذا لم يحفظ المرء لسانه على نفسه مما يعود ضرره إليه فلا يحفظه على غيره مما لا ضرر له فيه، وهذا مما يكون الملحق الآخر اشتقاقا في حشو المصراع الأول [وقوله: لو اختصرتم من الاحسان زرتكم * والعذب] من الماء [يهجر للافراط في الخصر(٢)] أي في البرودة، يعنى أن بعدى عنكم لكثرة إنعامكم عَلَيَّ، وقد توهم بعضهم أن هذا المثال مكرر حيث كان اللفظ الآخر في حشو المصراع الأول كما في البيت الذي قبله، ولم يعرف أن اللفظين في البيت السابق مما يجمعهما الاشتقاق، وفي هذا البيت مما يجمعهما شبه الاشتقاق، والمصنف لم يذكر من هذا القسم إلا هذا المثال، وأهمل الثلاثة الباقية، وقد أوردتها في الشرح(٣) [وقوله:

__________________

(١) هو لامرىء القيس بن حُجُر من قصيدته التي مطلعها:

قِفَا نَبْكِ من ذكرى حبيب وعرفانِ

ورَبْع عَفَتْ آياتُهُ مُنْذُ أزمانِ

(٢) البيت لأبي العلاء الْمَعَرِّيِّ يمدح به أبا الرضا الْمَصِيصِيِّ.

(٣) وهي قول الحريري:

وَلاَحَ يَلْحَى على جَرْيِ الْعِنَانِ إلى

مَلْهى فَسُحْقاً له من لاَئح لاَحِ

وقوله أيضا:

ومُضْطَلع بتلخيص الْمَعَانِي

ومُطّلع إلى تخليص عَانِى

وقول الآخر:

لَعَمْرِي لقد كان الثُّرَيَّا مكانه

ثَرَاءً فأضحى الآن مَثْوَاهُ في الثَّرَى

۵۲۰۱