وَقَوْلِهِ:

دَعَانِى مِنْ مَلاَمِكُمَا سِفَاهاً

فَدَاعِى الشَّوْقِ قَبْلَكُمَا دَعانِى

وَقَوْلِهِ:

وَإذَا الْبَلاَبِلُ أَفْصَحَتْ بِلُغَاتِهَا

فَانْفِ الْبَلاَبِلَ بِاحْتِسَاءِ بَلاَبِلِ


معرج ساعة *] هو خبر كان، واسمه ضمير يعود إلى الالمام المدلول عليه في البيت السابق وهو:

ألِمَّا على الدار التي لو وجدتُهَا

بها أهْلُهَا ما كان وَحْشاً مَقِيلُهَا(١)

[قليلا] صفة مُؤكِّدَةٌ لِفَهْمِ القلة من إضافة التعريج إلى الساعة، أو صفة مُقَيِّدَةٌ أي إلا تعريجا قليلا في ساعة [فإني نافع لي قليلها(٢)] مرفوع فاعل نافع، والضمير للساعة، والمعنى قليل من التعريج في الساعة ينفعنى ويشفى غَلِيلَ وَجْدِى، وهذا فيما يكون المكرر الآخر في صدر المصراع الثاني [وقوله: دعانى] أي اتركانى [من ملامكما سفاها *] أي خِفَّةً وَقِلَّةَ عقل [فداعى الشوق قبلكما دعانى(٣)] من الدعاء، وهذا فيما يكون المتجانس الآخر في صدر المصراع الأول [وقوله: وإذا البلابل] جمع بُلْبُل وهو طائر معروف [أفصحت بلغاتها * فانف البلابل] جمع بَلْبَال وهو الحزن [باحتساء البلابل(٤)] جمع بُلْبُلَة بالضم وهو إبريق فيه الخمر، وهذا فيما يكون المتجانس الآخر أعنى البلابل الأول في حشو المصراع الأول لا صدره، لأن صدره هو قوله ـ وإذا

__________________

(١) ألما بمعنى انزلا، والمقيل محل القيلولة وهي النوم في نصف النهار.

(٢) البيت لذي الرُّمَّةِ من شعراء الدولة الأموية.

(٣) البيت للقاضى الأرَّجَانِيِّ من قصيدة لها مطلعها:

إذا لم تقدرا أن تُسْعِدَانِى

على شَجَنِى فَسِيرَا واتركانِى

(٤) البيت لأبي منصور الثَّعَالِبِيِّ من شعراء الدولة العباسية.

۵۲۰۱