سُمِّيَ لاَحِقاً، وَهُوَ أَيْضاً إمَّا في الْأَوَّلِ نحْوُ ـ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَة لُمَزَة ـ أَوْ في الْوَسَطِ نَحْوُ ـ ذلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ في الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ ـ أَوْ في الآخِرِ نَحْوُ ـ وَإذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ.

وَإنِ اخْتَلَفَا في تَرْتِيبِهَا سُمِّيَ تَجْنِيسَ الْقَلْبِ نَحْوُ ـ حُسامُهُ فَتْحٌ لِأَوْلِيَائِهِ، حَتْفٌ لِأَعْدَائِهِ ـ وَيُسَمَّى قَلْبَ كُلٍّ، وَنَحْوُ ـ اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا، وَآمِنَ رَوْعَاتِنَا ـ وَيُسَمَّى قَلْبَ


[سمي لاحقا، وهو أيضا إما في الأول نحو ـ ويل لكل همزة لمزة] الْهَمْزُ الكسر واللَّمْزُ الطعن، وشاع استعمالهما في الكسر من أعراض الناس والطعن فيها، وبِنَاءُ فُعَلَة يدل على الاعتياد [أو في الوسط نحو ـ ذلكم بماكنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون] وفي عدم تقارب الفاء والميم نظر(١) فإنهما شفويتان، وإن أريد بالتقارب أن تكونابحيث تدغم إحداهما في الأخرى فالهاء والهمزة(٢) ليستا كذلك [أو في الآخر نحو ـ وإذا جاءهم أمر من الأمن(٣)].

[وإن اختلفا] أي لفظا المتجانسين [في ترتيبها] أي ترتيب الحروف، بأن يتحد النوع والعدد والهيئة لكِنْ قُدِّمَ في أحد اللفظين بعض الحروف وأخِّرَ في اللفظ الآخر [سمى] هذا النوع [تجنيس القلب، نحو ـ حسامه فتح لأوليائه، حتف لأعدائه ـ ويسمى قلب كل] لانعكاس ترتيب الحروف كلها [ونحو ـ اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا ـ ويسمى قلب بعض] إذ لم يقع الانعكاس إلا بين بعض حروف الكلمة [فإذا وقع احدهما] أي

__________________

(١) فالأولى أن يمثل لذلك بقوله تعالى ﴿وَإنَّهُ عَلَى ذلِكَ لَشَهِيدٌ، وَإنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ فإن الهاء والدال متباعدان في المخرج.

(٢) أي في المثال السابق، وهو قوله تعالى ﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ.

(٣) اعترض عليه بأن الراء والنون متقاربان في المخرج لأنهما من حروف الذَّلاَقَةِ، فالأولى أن يمثل لذلك بنحو:

هل لِمَا فات من تَلاَق تَلاَفِي

أم لِشَاك مِن الصَّبَابَةِ شَافِى

۵۲۰۱