بَعْض، فَإذَا وَقَعَ أَحَدُهُما في أَوَّلِ الْبَيْتِ وَالآخَرُ في آخِرِهِ سُمِّيَ مَقْلُوباً مُجَنَّحاً، وَإذَا وَلِيَ أَحَدُ المُتَجانِسَيْنِ الآخَرَ سُمِيَ مُزْدَوِجاً وَمُكَرَّراً وَمُرَدَّداً نَحْوُ ـ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأ بِنَبَأ يَقِينِ.

وَيُلْحَقُ بالْجِناسِ شَيْئانِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يَجْمَعَ اللَّفْظَيْنِ الاِشْتِقَاقُ نَحْوُ ـ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ ـ وَالثَّانِي أَنْ يَجْمَعَهُما الْمُشابَهَةُ وَهِيَ مَا يُشْبِهُ الاشْتِقَاقَ


أحد اللفظين المتجانسين تَجَانُسَ القلبِ [في أول البيت و] اللفظ [الآخر في أخره سمى] تجنيس القلب حينئذ [مقلوبا مجنحا] لأن اللفظين بمنزلة جناحين للبيت، كقوله:

لاَحَ أنوارُ الهدي مِنْ

كَفِّهِ في كُلِّ حَالِ

 [وإذا ولى أحد المتجانسين] أيِّ تَجَانُس كان ولذا ذكره باسمه الظاهر دون المضمر، الْمُتَجَانِسَ [الآخر سمي] الجناس [مزدوجا ومكررا ومرددا نحو ـ وجئتك من سبأ بنبأ يقين] هذا من التجنيس اللاحق، وأمثلة الْأُخَرِ ظاهرة مما سبق.

[ويلحق بالجناس شيئان: أحدهما أن يجمع اللفظين الاشتقاق] وهو تَوَافُقُ الكلمتين في الحروف الأصول مع الاتفاق في أصل المعنى(١) [نحو ـ فأقم وجهك للدين القيم] فإنهما مشتقان من قام يقوم [والثاني أن يجمعهما] أي اللفظين [المشابهة، وهي ما يشبه] أي اتِّفَاقٌ يشبه [الاشتقاق] وليس باشتقاق، فلفظه ـ ما ـ موصولة أو موصوفة، وزعم بعضهم أنها مصدرية أي إشْبَاهُ اللفظين الاشتقاق وهو غلط لفظا ومعنى، أما لفظا فلانه جعل الضمير المفرد في ـ يشبه ـ للفظين وهو لا يصح إلا بتأويل بعيد(٢) فلا يصح عند الاستغناء عنه، وأما معنى فلأن اللفظين لا يشبهان الاشتقاق، بل

__________________

(١) وكذا الترتيب، فيخرج بذلك نحو جذب وجبذ، وخرج بقيد الاتفاق في المعنى التجانس، وهذا هو الاشتقاق الصغير، وسيأتى الاشتقاق الكبير.

(٢) بأن يؤول بالمذكور.

۵۲۰۱