وَرُبَّمَا سُمِّيَ هذَا مُطَرَّفاً، وَإمَّا بِأَكْثرَ كَقَوْلِهَا:

إنَّ الْبُكَاءَ هُوَ الشِّفَا

ءُ مِنَ الْجَوَى بَيْنَ الْجَوَانِحْ

وَرُبَّمَا سُمِّيَ هذَا مُذيَّلاً.

وَإنِ اخْتَلَفَا في أَنْوَاعِهَا فَيُشْترَطُ ألاَّ يَقَعَ بِأَكْثَرَ مِنْ حَرْف، ثُمَّ الْحَرْفَانِ إنْ كَانَا مُتَقارِبَيْنِ سُمِّيَ مُضَارِعاً، وَهُوَ إمَّا في الْأَوَّلِ نَحْوُ ـ بَيْنِى وَبَيْنَ كِنِّى ليل دَامِسٌ، وَطَرِيقٌ طَامِسٌ ـ أَوْ في الْوَسَطِ نَحْوُ ـ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ـ أَوْ في الآخِرِ نَحْوُ ـ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ ـ وَإلاَّ


بسيوف حاكمة بالقتل قاطعة [وربما سمي] هذا القسم الذي تكون الزيادة فيه في الآخر [مطرفا، وإما بأكثر] من حرف واحد، وهو عَطْفٌ على قوله ـ إما بحرف ـ ولم يذكر من هذا الضرب إلا ما تكون الزيادة في الآخر [كقولها] أي الخنساء [إن البكاء هو الشفا * من الجوى] أي حرقة القلب [بين الجوانح] بزيادة النون والحاء [وربما سمي هذا] النوع(١)[مذيلا].

[وإن اختلفا] أي لفظا المتجانسين [في أنواعها] أي أنواع الحروف [فيشترط ألا يقع] الاختلاف [بأكثر من حرف] واحد وإلاَّ لَبعُدَ بينهما التَّشَابُهُ ولم يبق التجانس، كلفظى ـ نَصَرَ ونَكَلَ [ثم الحرفان] اللذان وقع بينهما الاختلاف [إن كانامتقاربين] في الْمَخْرَج(٢) [سمى] الجناس [مضارعا، وهو] ثلاثة أضرب: لأن الحرف الأجنبى [إما في الأول نحو ـ بينى وبين كنى ليل دامس، وطريق طامس ـ أوفي الوسط نحو ـ وهم ينهون عنه وينأون عنه ـ أو في الآخر نحو ـ الخيل معقود بنواصيها الخير] ولا يخفى تقارب الدال والطاء، وكذا الهاء والهمزة، وكذا اللام والراء [وإلا] أي وإن لم يكن الحرفان متقاربين

__________________

(١) أي الذي زيد في آخره أكثر من حرف.

(٢) المراد بالتقارب في ذلك ما يشمل الاتحاد فيه.

۵۲۰۱