وَإنِ اخْتَلَفَا في أَعْدَادِهَا سُمِّيَ نَاقِصاً، وذلِكَ إمَّا بِحَرْف في الْأَوَّلِ مِثْلُ ـ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاق إلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذ الْمَسَاقُ ـ أَوْ في الْوَسَطِ نَحْوُ ـ جَدِّى جَهْدِى ـ أَوْ في الآخِرِ كَقَوْلِهِ:
* يَمُدُّونَ مِن أَيْد عَوَاص عَوَاصِمِ *
الأول مفتوح ومن الثاني مكسور، والراء من الأول مفتوح ومن الثاني ساكن.
[وإن اختلفا] أي لفظا المتجانسين [في أعدادها] أي أعداد الحروف، بأن يكون في أحد اللفظين حرف زائد أو أكثر إذا سقط حصل الجناس التام [سمى الجناس ناقصا] لنقصان أحد اللفظين عن الآخر [وذلك] الاختلاف [إما بحرف] واحد [في الأول مثل ـ والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق] بزيادة الميم [أو في الوسط نحو ـ جدى جهدى] بزيادة الهاء(١) وقد سبق أن المشدد في حكم المخفف [أو في الآخر كقوله: يمدون من أيد عواص عواصم] بزيادة الميم، ولا اعتبار بالتنوين، وقوله ـ من أيد ـ في موضع مفعول ـ يمدون ـ على زيادة ـ من ـ كما هو مذهب الأخفش(٢) أو على كَوْنِهَا للتبعيض كما في قولهم ـ هَزَّ من عِطْفِهِ وَحَرَّكَ من نشاطه أو على أنه صفة محذوف(٣)أي يمدون سَوَاعِدَ مِن أيد عواص، جَمْعُ عاصية من ـ عصاه ضربه بالعصا ـ وعواصِم من ـ عصمه حفظه وحماه ـ وتمامه:
تصول بأسياف قَوَاض قَوَاضِبِ(٤)
أي يمدون أيْدِياً ضاربات للأعداء حاميات للأولياء صائلات على الأقران
__________________
(١) والجد الغنى والحظ، والمعنى أن حظه في الدنيا بقدر مشقته.
(٢) لأنه يجوز زيادة ـ من ـ في الاثبات.
(٣) معطوف على قوله ـ في موضع مفعول ـ والمعنى أنه منصوب على أنه مفعول أو على أنه صفة لمحذوف هو المفعول.
(٤) هو لأبي تمام من قصيدة له في مدح أبي دُلَف الْعِجْلِيِّ مطلعها:
عَلَى مثلها من أرْبُع وملاعبِ
أهينتْ مَصُونَاتُ الدموعِ السَّواكبِ