كُلُّكُمْ قَدْ أَخَذَ الْجَا

مَ وَلاَ جامَ لَنَا

مَا الَّذِي ضَرَّ مُدِيرَ الْـ

ـجَامِ لَوْ جَامَلَنَا

وَإنِ اخْتَلَفا في هَيْآتِ الحُرُوفِ فَقَطْ سُمِّيِ مُحَرَّفاً كَقَوْلِهِمْ ـ جُبَّةُ الْبُرْدِ جُنَّةُ الْبَرْدِ ـ وَنَحْوُهُ ـ الْجَاهِلُ إمَّا مُفْرِطٌ أَوْ مُفَرِّطٌ ـ وَالْحَرْفُ المُشَدَّدُ في حُكْمِ المُخَفَّفِ كَقَوْلِهِمْ ـ الْبِدْعَةُ شَرَكُ الشِّرْكِ.


كلكم قد أخذ الجا  

م ولا جام لنا

ما الذي ضر مدير الـ

ـجام لو جاملنا(١)]

أي عاملنا بالجميل، هذا إذا لم يكن اللفظ المركب مركبا من كلمة وبعض كلمة، وإلا خص باسم الْمَرْفُوِّ كقولك: أهذا مُصَابٌ أم طعم صَاب.

[وإن اختلفا] عَطْفٌ على قوله ـ والتام منه أن يتفقا ـ أو على محذوف أي هذا إن إتفقا، وإن اختلف لفظا المتجانسين [في هيآت الحروف فقط] أي واتفقا في النوع والعدد والترتيب [يسمى] التجنيس [محرفا] لانحراف إحدى الهيئتين عن الهيئة الأخرى، والاختلاف قد يكون بالحركة [كقولهم ـ جبة البرد جنة البرد] يعنى لفظ البرد بالضم والفتح [ونحوه] في أن الاختلاف في الهيئة فقط قولهم [الجاهل إما مفرط أو مفرط] لأن الحرف المشدد لَمَّا كان يرتفع اللسان عنهما دفعة واحدة كحرف واحد عد حرفا واحداً، وجعل التجنيس مما الاختلاف فيه في الهيئة فقط، ولذا قال [والحرف المشدد] في هذا الباب [في حكم المخفف] واختلاف الهيئة في ـ مفرط ومفرط ـ باعتبار أن الفاء من أحدهما ساكن ومن الآخر مفتوح [و] قد يكون الاختلاف بالحركة والسكون جميعا [كقولهم ـ البدعة شرك الشرك] فإن الشين من

__________________

(١) هما لأبي الفتح اليستى أيضا، والجام الكأس، والشاهد في قوله ـ جام لنا، وجاملنا ـ والأول مركب، والثاني مفرد تنزيلا، لأن الضمير المتصل المنصوب بمنزلة جزء الكلمة.

۵۲۰۱