وَأُلْحِقَ بِهِ مَا بُنِىَ عَلَى الشَّكِّ كَقَوْلِهِ:

كَانَّ السَّحَابَ الْغُرَّ غَيَّبْنَ تَحْتَها

حَبِيباً فَمَا تَرْقَا لَهُنَّ مَدَامِعَ

وَمِنْهُ


[وألحق به] أي بحسن التعليل [ما بنى على الشك] ولم يجعل منه لأن فيه ادَّعَاءً وإصراراً والشك ينافيه [كقوله: كأن السحاب الغر] جمع الأغَرِّ، والمراد السحاب الماطرة الغريزة الماء [غيبن تحتها *] أي تحت الرُّبَى [حبيبا فما ترقا] الأصل ترقأ بالهمز فخففت، أي ما تسكن [لهن مدامع(١)] عَلَّلَ على سبيل الشك نزول المطر من السحاب بأنها غيبت حبيبا تحت تلك الربي، فهى تبكى عليها.

[ومنه] أي ومن المعنوى:

__________________

(١) البيت لأبي تمام، وقبله هذا البيت:

رُبَي شفعتْ ريحُ الصَّبَا لرياضها

إلى المُزْنِ حتى جَادَهَا وهوَ هامِعُ

تطبيقات على حسن التعليل:

١ـ قالوا اشتكتْ عَيْنُهُ فقلتُ لهم

من كثرة القتل نالها الوصَبُ

حُمْرَتُهَا مِنْ دماء مَنْ قتلتْ

والدَّمُ في النَّصْلِ شاهدٌ عَجَب

٢ـ زعم الْبنَفْسَجُ أنّه كعِذَارِهِ

حُسْنَا فَسَلُّوا مِنْ قَفَاهُ لسانَهُ

٣ـ نَبَتِ الجفونُ فما اغْتَمَضْنَ وَإنَّمَا

حَقُّ السيوفِ إذا نَبَتْ أن تُغْمَدَا

لولم أبتْ من حَرِّ وَجْدِىَ في وَغَىً

ما بات صارمُ مُقْلَتَىَّ مُجَرَّداً

حسن التعليل في الأول من الضرب الثاني، لأن العلة الحقيقية لحمرة العين ظاهرة وهي الرمد، وقد عللها بعلة غير حقيقية وهي دماء من قتلت من العشاق، وفي الثاني من الضرب الأول، لأن خروج ورق البنفسج إلى الخلف مما لا تظهر علته، لكنه جعلها الافتراء على المحبوب، وفي الثالث من الضرب الرابع، لأن كونه يبات من حر اشتياقه في حرب حقيقية أمر غير ثابت ولا ممكن، وقد علله بأن سيف مقلته يبات مسلولا.

۵۲۰۱