وَقَدْ يُطْلَقُ التَّقْسِيمُ عَلَى أمْرَيْنِ آخَرَيْنِ: أحَدُهُما أنْ تَذْكُرَ أحوَالَ الشَّيْءِ مُضَافاً إلى كُلِّ ما يَلِيقُ بِهِ، كَقَوْلِهِ:

سَأَطْلُبُ حَقِّى بالْقَنَا وَمَشَايِخِ

كَأنَّهُمُ مِنْ طُولِ مَا الْتَثَمُوا مُرْدُ

 ثقالٌ إذَا لاَقَوْا خِفَافٌ إذَا دُعُوا

كَثِيرٌ إذَا شَدُّوا قَلِيلٌ اذا عُدُّوا


شقى وبعضهم سعيد بقوله ـ فمنهم شقى وسعيد ـ ثم قسم بأن أضاف إلى الأشقياء ما لهم من عذاب النار وإلى السعداء مالهم من نعيم الجنة بقوله ـ فأما الذي شقوا ـ إلى آخره.

[وقد يطلق التقسيم على أمرين آخرين: أحدهما أن تذكر أحوال الشيء مضافا إلى كل] من تلك الأحوال [ما يليق به، كقوله:

سأطلب حقى بالقنا ومشايخ

كأنهم من طول ما التئموا مرد

ثقال] لشدة وَطْأتِهِمْ على الأعداء [إذا لاقوا] أي حاربوا [خفاف] أي مسرعين(١) إلى الاجابة [إذا دعوا *] إلى كفاية مُهِمٍّ ودفاع مُلِمٍّ [كثير إذا شدوا] لِقِيَامِ وَاحِد مَقَامَ الجماعة [قليل إذا عدوا(٢)] ذكر أحوال المشايخ وأضاف إلى كل حال ما يناسبها، بأن

__________________

(١) هكذا في كل النسخ والصواب مسرعون الاّ أن يقرأ خفاف وثقال بالجرّ على أنهما نعت لمشايخ.

(٢) البيتان للمتنبى، والقنا واحدة قناة وهي الرمح، والتثموا وضعوا اللثام على الفم والأنف في الحرب، ومرد جمع أمرد وهو الذي لا لحية له.

تطبيقات على اللف والنشر، والجمع، والتفريق، والتقسيم:

١ـ آراؤهُ وعطاياهُ ونعمتُهُ

وعفوهُ رحمةٌ للناس كُلِّهِمُ

٢ـ فِعْلُ الْمُدَامِ ولونُهَاومَذَقُهَا

في مُقْلَتَيْهِ ووجْنَتَيْهِ ورِيقِهِ

٣ـ فجودُ كَفَّيْهِ لم تُقْلِعْ سحائبُهُ

عن العبادِ وجود السُّحْبِ لم يَدُمِ

٤ـ تَشَابَهَ دَمْعَانَا غداةَ فراقنا

مُشَابَهَةً في قِصَّة دون قِصَّةِ

۵۲۰۱