لاَبِالتَّضَادِّ، نَحْوُ ـ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبان ـ وَقَوْلِهِ:

كالْقِسِيِّ الْمُعَطَّفَاتِ بَلِ الْأَسْـ

ـهُم مَبْرِيَّةً بَلِ الْأَوْتَارِ

وَمِنْهَا ما يُسَمِّيهِ بَعْضُهُمْ تَشَابُهَ الْأَطْرَافِ، وَهُوَ أنْ يَخْتِمَ الْكَلاَمَ بِمَا يُنَاسِبُ ابْتِدَاءَهُ في الْمَعْنَى، نَحْوُ ـ لاَتُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكَ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ـ وَيُلْحَقُ بِهَا


لا بالتضاد] والمناسبة بالتضاد أن يكون كل منهما مقابلا للآخر(١) وبهذا القيد يخرج الطباق، وذلك قد يكون بالجمع بين أمرين [نحو ـ الشمس والقمر بحسبان] جَمَعَ بين أمرين [و]نحو [قوله] في صفة الابل [كالقسى] جمع قوس [المعطفات] الْمُنْحَنِياتِ [بل الأسهم] جمع سهم [مبرية] أي منحوتة [بل الأوتار(٢)] جَمْعُ وَتَر، جَمَعَ بين أمور ثلاثة [ومنها] أي من مراعاة النظير [ما يسميه بعضهم تشابه الأطراف، وهو أن يختم الكلام بما يناسب ابتداءه في المعنى نحو ـ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير] فإن اللطيف يناسب(٣) كَوْنَهُ غير مدرك بالأبصار، والخبير يناسب كونه مُدرِكاً للأبصار، لأن الْمُدْرِكَ للشيء يكون خبيرا عالما [ويلحق بها] أي بمراعاة النظير أن

__________________

(١) فالمراد به مطلق التنافى لا التضاد المعروف.

(٢) البيت لِلْبُحْتُرِيِّ في صفة الابل المهزولة.

(٣) أي باعتبار المتبادر من اللطف وهو الدقة وإن كان اللطيف في حقه تعالى بمعنى الرفيق.

تطبيقات على مراعاة النظير:

١ـ أصَحُّ وأقوى ما سمعناه في النَّدَى

من الخبر المأثور مُنْذُ قديم

أحاديثُ ترويها السيولُ عن الْحَيَا

عن البحر عن جُودِ الأمير تميم

٢ـ والطَّلُ في سِلْكِ الغصون كلُؤلُؤ

رَطْب يصافحه النسيم فيسقطُ

والطير يقرأ والْغَدِير صحيفةٌ

والريح تكتب والغمام يُنقَطِّ

ناسب في الأول بين الصحة والقوة والسماع والخبر والأحاديث والرواية، وبين السيل والحيا والبحر وكف الممدوح، وناسب في الثاني بين الطل واللؤلؤ، وبين الغصون والنسيم، وبين القراءة والصحيفة والكتابة والنقط، وبين الغدير والريح والغمام.

۵۲۰۱