نَحْوُ ـ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً ـ وَنَحْوُ قَوْلِهِ:
مَا أحْسَنَ الدِّينَ وَالدُّنْيَا إذَا اجْتَمَعاَ
وَأقْبَحَ الْكُفْرَ وَالاْفْلاَسَ بالرَّجُلِ
وَنَحْوُ ـ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بالْحُسْنَى فَسَنَيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ـ الْمُرَادُ باسْتَغْنَى أَنَّهُ زَهِدَ فِيمَا عِنْدَ الله تَعَالى كَأَنَّهُ اسْتَغْنَى عَنْهُ فَلَمْ يَتَّقِ، أوِ اسْتَغْنَى بِشَهَوَاتِ الدُّنْيَا عَنْ نَعِيمِ الجَنَّةِ فَلَمْ يَتَّقِ، وَزَادَ السَّكَّاكِيُّ
متماثلين، فمقابلة الاثنين بالاثنين [نحو ـ فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا] أتى بالضحك والْقِلَّةِ المتوافقين ثم بالبكاء والكثرة المقابلين لهما [و] مقابلة الثلاثة بالثلاثة [نحو قوله:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا
وأقبح الكفر والافلاس بالرجل(١)]
أتى بالْحُسْنِ والدين والغنى ثم بما يقابلها من القبح والكفر والافلاس على الترتيب [و] مقابلة الأربعة بالأربعة [نحو ـ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسينَسِرَهُ لليسرى، وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسري] والتقابل بين الجميع ظاهر(٢) إلا بين الاتِّقَاءِ والاستغناء، فَبَيَّنَهُ بقوله [والمراد باستغنى أنه زهد فيما عند الله تعالى كأنه استغنى عنه] أي أعرض عما عند الله تعالي [فلم يتق، أو] المراد باستغنى [استغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الجنة فلم يتق] فيكون الاستغناء مستتبعا لعدم الاتقاء وهو مقابل للاتقاء، فيكون هذا من قَبِيلِ(٣) قوله تعالى ﴿أشِدَّاءُ
__________________
(١) هو لأبي دُلاَمَةَ من شعراء الدولة العباسية.
(٢) والمقابلة الرابعة بين مجموع ـ سنيسره لليسرى، وسنيسره للعسرى ـ لا بين الجزءين الأولين منهما لاتحادهما، ولا بين الأخيرين لعدم استقلالهما، والمقابلة إنما تكون بين متقابلين مستقلين.
(٣) أي من الملحق بالطباق.