الاْيمَاءُ وَالاْشَارَةِ، ثُمَّ قَالَ: وَالتَّعْرِيضُ قَدْيَكُونُ مَجَازاً كَقَوْلِكَ ـ آذَيْتَنِي فَسَتَعْرِفُ ـ وَأَنْتَ تُرِيدُ إنْسَاناً مَعَ الْمُخَاطَبِ دُونَهُ، وَإنْ أَرَدْتَهُمَا جَمِيعاً كانَ كِنَايةً، وَلاَبُدَّ فِيهِمَا مِنْ قَرِينَة.


أو ما رأيت المجد ألقى رحله

في آل طلحة ثم لم يتحول(١)

[الايماء والإشارة، ثم قال] السكاكى [والتعريض قد يكون مجازا كقولك ـ آذيتنى فستعرف ـ وأنت تريد] بتاء الخطاب [إنسانا مع المخاطب دونه] أي لا تريد المخاطب، ليكون اللفظ مستعملا في غير ما وضع له فقط، فيكون مجازا [وإن أردتهما] أي أردت المخاطب وإنسانا آخر معه جميعا [كان كناية] لأنك أردت باللفظ المعنى الأصلى وغيره معا، والمجاز ينافى إرادة المعنى الأصلى [ولابد فيهما] أي في الصورتين [من قرينة] دَالَّة على أن المراد في الصورة الأولى هو الإنسان الذي مع المخاطب وحده ليكون مجازا، وفي الثانية كِلاَهُمَا جميعا ليكون كناية، وتحقيق ذلك أن قولك ـ آذيتنى فستعرف ـ كلام دَالٌّ على تهديد المخاطب بسبب الايذاء، ويلزم منه تهديد كل من مصدر عنه الايذاء، فإن استعملته وأردت به تهديد المخاطب وغيره من الْمُؤْذِينَ كان كناية، وإن أردت به تهديد غير المخاطب بسبب الايذاء لعلاقة اشتراكه للمخاطب في الايذاء إما تحقيقا وإما فرضا وتقديرا مع قرينة دالة على عدم إرادة المخاطب كان مجازا(٢).

__________________

(١) هو للبحترى، وقد شبه فيه المجد برجل له رحل على طريق الاستعارة المكنية، ثم جعل إلقاء الرحل في آل طلحة كناية عن إثباته لهم، والواسطة هنا أن المجد صفة لابد لها من موصوف، فإذا ألقى رحله فيهم لزم قيامه بهم، وهي واسطة ظاهرة.

(٢) الحق أن التعريض غير المجاز والكناية، وأنه يكون أيضا في الحقيقة، لأن المعنى المجازى والكنائى مقصودان من اللفظ استعمالا، أما المعني التعريضى فيؤخذ إشارة وسياقا، فإذا قلت ـ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ـ فمعناه الأصلى انحصار الإسلام فيمن سلم المسلمون منه، والكنائى نفي

۵۲۰۱