الثَّالِثَةُ الْمَطْلُوبُ بِها نِسْبَةٌ كَقَوْلِهِ:

اِنَّ السَّمَاحَةَ وَالمُرُوةَ وَالنَّدَى

في قُبَّة ضُرِبَتْ عَلَى ابْنِ الحَشْرَجِ

فإنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُثْبِتَ اخْتِصَاصَ ابْنِ الحَشْرَجِ بِهذِهِ الصِّفَاتِ فَتَرَكَ التَّصْرِيحَ بَأَنْ يَقُولَ إنَّهُ مُخْتَصٌّ بِهَا أَوْ نَحْوِهِ إلَى الْكِنَايَةِ بِأَنْ جَعَلَهَا في قُبَّة مَضْروبَة عَلَيْهِ، وَنَحْوُهُ


[الثالثة] من أقسام الكناية [المطلوب بها نسبة] أي إثبات أمر لآخر أو نفيه عنه، وهو المراد بالاختصاص في هذا المقام [كقوله: إن السماحة والمروءة] هي كمال الرُّجُولِيَّةِ [والندى * في قبة ضربت على ابن الحشرج ـ فإنه أراد أن يثبت اختصاص ابن الحشرج بهذه الصفات] أي ثبوتها له(١) [فترك التصريح] باختصاصه بها [بأن يقول إنه مختص بها أو نحوه] مجرور عَطْفاً على ـ أن يقول ـ أو منصوب عطفا على ـ إنه مختص بها ـ مثل أن يقول ـ ثبتت سماحة ابن الحشرج، أو السماحة لابن الحشرج أو سَمُحَ ابن الحشرج، أو حصلت السماحة له، أو ابن الحشرج سَمْحٌ ـ كذا في المفتاح، وبه يعرف أنْ ليس المراد بالاختصاص ههنا الحصر [إلى الكناية] أي ترك التصريح ومال إلى الكناية [بأن جعلها ]أي تلك الصفات [في قبة] تنبيها على أن محلها ذوقبة، وهي تكون فوق الخيمة يتخذها الرؤساء [مضروبة عليه] أي على ابن الحشرج، فأفاد إثبات الصفات المذكورة له، لأنه إذا أُثْبِتَ الأمر في مكان الرجل وحَيِّزِهِ فقد أثبت له(٢) [ونحوه] أي مثل البيت المذكور في كَوْنِ الكناية لنسبة إلى الموصوف بأن(٣)

__________________

(١) هذا تفسير لقوله ـ اختصاص ابن الحشرج ـ ويرد عليه أنه بهذا المعني لا يصح أن يكون مفعولا لقوله ـ يثبت ـ ولهذا قيل إنه بمعنى الحصر بجعل أل في السماحة وما عطف عليها للاستغراق، ويكون هذا كناية أخرى في البيت.

(٢) هذا والبيت لزيادة الأعجم من شعراء الدولة الأموية وابن الحشرج هو عبدالله ابن الحشرج أمير نَيْسَابُورَ.

(٣) الباء في قوله ـ بأن ـ للسببية.

۵۲۰۱