كَقَوْلِنا كِنَايَةً عَنِ الاْنْسَانِ ـ حَيٌّ مُسْتوِى الْقَامَةِ عَرِيضُ الْأَظْفارِ، وَشَرْطُهُما الاخْتِصَاصُ بالْمَكْنِيِّ عَنْهُ.

وَالثَّانِيَةُ الْمَطْلُوبُ بِهَا صِفَةٌ، فَإنْ لَمْ يَكُنْ الاِنْتِقَالُ بِوَاسِطَة فَقَرِيبَةٌ وَاضِحَةٌ، كَقَوْلِهِمْ كِنَايَةً عَنْ طُولِ الْقَامَةِ ـ طَوِيلٌ نِجَادُهُ، وَطَوِيلُ النَّجَادِ ـ وَالْأُولي سَاذِجةٌ، وَفي الثَّانِيَةِ تَصْرِيحٌ مَّا لِتَضَمُّنِ الصِّفَةِ الضَّميرَ،


مختصة بموصوف، فيتوصل بذكرها إليه [كقولنا كناية عن الانسان ـ حي مستوى القامة عريض الأظفار] ويسمى هذا خَاصَّةً مُرَكَّبَةً [وشرطهما] أي وشرط هاتين الكنايتين(١)[الاختصاص بالمكنى عنه] ليحصل الانتقال، وجعل السكاكى الأولى منهما أعني ما هي معنى واحد قريبة بمعنى سهولة المأخذ والانتقال فيها لبساطتها واستغنائها عن ضَمِّ لازم إلى آخر وتلفيق بينهما، والثانية بعيدة بخلاف ذلك، وهذه غير البعيدة بالمعنى الذي سيجىء.

[الثانية] من أقسام الكناية [المطلوب بها صفة] من الصفات كالجود والكرم ونحو ذلك، وهي ضربان: قريبة وبعيدة(٢) [فإن لم يكن الانتقال] من الكناية إلى المطلوب [بواسطة فقريبة] والقريبة قسمان: [واضحة] يحصل الانتقال منها بسهولة [كقولهم كناية عن طول القامة ـ طويل نجاده وطويل النجاد، والأولى] أي طويل نجاده كناية [ساذجة] لا يشوبها شيء من التصريح [وفي الثانية] أي طويل النجاد [تصريح ما لتضمن الصفة] أي طويل [الضمير] الراجع إلى الموصوف ضرورة احتياجها إلى مرفوع مسند إليه، فيشتمل على نوع تصريح بثبوت الطول له، والدليل على تضمنه

__________________

(١) هذا شرط في كل كناية، لأن الانتقال فيها يجب أن يكون من الملزوم إلى اللازم، والملزوم مختص قطعا باللازم المراد منه.

(٢) هذا التقسيم يأتى في القسم الأول من الكناية كما لا يخفى.

۵۲۰۱