وَفِيهِ تَعسُّفٌ وَيُخَالِفُ تَفسيرَ غَيْرِهِ لَهَا بِجَعْلِ الشَّيْءِ لِلشَّيْءِ،


مثل لها بنحو ـ أظفار المنية الشبيهة بالسبع ـ فصرح بالتشبيه لتكون الاستعارة في الأظفار فقط من غير استعارة بالكناية في المنية، وقال المصنف: إنه بعيد جداً لا يوجد له مثال في الكلام(١) [وفيه] أي في تفسير التخييلية بما ذكره [تعسف] أي أخْذٌ على غير الطريق، لِمَا فيه من كثرة الاعتبارات التي لا يدل عليها دليل، ولا تمس إليها حاجة، وقد يقال إن التعسف فيه هو أنه لو كان الأمر كما زعم لوجب أن تسمى هذه الاستعارة تَوْهِيمِيَّةً لا تخييلية، وهذا في غاية السقوط لأنه يكفى في التسمية أدنى مناسبة، على أنهم يسمون حكم الوهم تخييلا، ذكر في الشفاء أن القوة الْمُسَمَّاةَ بالْوَهْمِ هي الرئيسة الحاكمة في الحيوان حكما غير عقلي، ولكِنْ حكما تخييليا [ويخالف] تفسيره للتخييلية بما ذكره [تفسير غيره لها] أي غير السكاكى للتخييلية [بجعل الشيء للشيء(٢)] كجعل اليد للشمال وجعل الأظفار للمنية، قال الشيخ عبد القاهر: إنه لا خلاف في أن اليد استعارة، ثم إنك لا تستطيع أن تزعم أن لفظ اليد قد نقل عن شيء إلى شيء، إذ ليس المعنى على أنه شَبَّهَ شيئا باليد، بل المعنى على أنه أراد أن يثبت للشمال يدا، ولبعضهم في هذا المقام كلمات واهية بينا فسادها في الشرح، نعم يَتَّجِهُ أن يقال إن صاحب المفتاح في هذا الفن خصوصا في مثل هذه الاعتبارات ليس بصدد التقليد لغيره حتى يعترض عليه بأن ما ذكره هو مخالف لما

__________________

(١) أي البليغ، ولهذا استهجن قول أبي تمام:

لا تَسْقِنِى ماء الملامِ فإنَّنِى

صَبٌّ قد استعذبتُ ماءَ بكائى

لأنه استعار الماء لصورة متوهمة للملام تشبهه استعارة تصريحية تخييلية بدون استعارة مكنية.

(٢) أل في الشيئين للعهد، والمراد جعل لازم المشبه به للمشبه، فلا يدخل في ذلك التعريف المجاز العقلي.

۵۲۰۱