وَفَسَّرَ التَّخْيِيلِيَّةَ بِمَا لاَ تَحَقُّقَ لِمَعْناهُ حِسّاً وَلاَ عَقْلاً بَلْ هُوَ صُورَةٌ وَهْمِيَّةٌ مَحْضَةٌ، كَلَفْظِ الْأَظْفَارِ في قَوْلِ الهُذَلِيِّ، فإنَّهُ لمَّا شَبَّهَ المَنِيَّةَ بِالسَّبُعِ فِي الإغْتِيالِ أَخَذَ الْوَهْمُ في تَصْوِيرِهَا بِصُورَتِهِ وَاخْتِرَاعِ لَوَازمِهِ لَها، فاخْتَرَعَ لَها مِثْلَ صُورَةِ الْأَظْفَارِ ثُمَّ أَطْلَقَ عَلَيْهِ لَفظَ الْأَظْفَارِ،


تقدم رجلا وتؤخر أخري ـ هو التقديم المضاف إلى الرجل المقترن بتأخير أخرى، والمستعار له هو التَّرَدُّدُ، فهو كلمة مستعملة في غير ما وضعت له(١) وفي الكل نظر أوردناه في الشرح.

[وفسر] السكاكي الاستعارة [التخييلية بما لا تحقق لمعناه حسا ولا عقلا بل هو] أي معناه [صورة وهمية محضة] لا يَشُوبَها شيء من التحقيق العقلي أو الحسي [كلفظ الأظفار في قول الهذلى]:

وإذا المنية أنشبت أظفارها

ألفيت كل تميمة لا تنفع

[فإنه لما شبه المنية بالسبع في الاغتيال أخذ الوهم في تصويرها] أي المنية [بصورته] أي السبع [واختراع لوازمه لها] أي لوازم السبع للمنية وعلى الخصوص ما يكون قِوَامُ اغتيال السبع للنفوس به [فاخترع لها] أي للمنية صورةً [مثل صورة الأظفار] الْمُحَقَّقَةِ [ثم أطلق عليه] أي على ذلك المثل أعني الصورة التي هي مثل صورة الأظفار [لفظ الأظفار] فيكون استعارة تصريحية، لأنه قد أطلق اسم المشبه به وهو الأظفار المحققة على المشبه وهو صورة وَهْمِيَّةٌ شبيهة بصورة الأظفار المحققة، والقرينة إضافتها إلى المنية، والتخييلية عنده قد تكون بدون الاستعارة بالكناية، ولهذا

__________________

(١) هذا الجواب مردود أيضا، للقطع بأن مجموع اللفظ المركب هو المنقول عن الحالة التركيبية إلى حالة أخرى مثلها، وحينئذ فقوله ـ تُقَدِّمُ ـ في المثال المذكور مستعمل في حقيقته، والمجاز إنما هو في استعمال هذا الكلام في غير معناه الأصلى.

۵۲۰۱