التَّمْثِيلَ مُطْلَقاً، وَمَتَى فَشَا اسْتِعْمَالُهُ كذلِكَ سُمِّيَ مَثَلاً، وَلِهذَا لاَ تُغيَّرُ الْأَمْثَالُ.


التمثيل مطلقا] من غير تقييد بقولنا ـ على سبيل الاستعارة ـ ويمتاز عن التشبيه بأن يقال له ـ تشبيه تمثيل أو تشبيه تمثيلي، وفي تخصيص المجاز المركب بالاستعارة نظر، لأنه كما أن المفردات موضوعة بحسب الشخص فالمركبات موضوعة بحسب النوع، فإذا استعمل المركب في غير ما وضع له فلابد من أن يكون ذلك بعلاقة، فإن كانت هي الْمُشَابَهَةَ فاستعارة، وإلا فغير استعارة، وهو كثير في الكلام كالجمل الخبرية التي لم تستعمل في الاخبار(١) [ومتى فشا استعماله] أي المجاز المركب [كذلك] أي على سبيل الاستعارة(٢) [يسمي مثلا، ولهذا] أي ولِكَوْنِ المثل تمثيلا فشا استعماله على سبيل الاستعارة [لا تغير الأمثال] لأن الاستعارة يجب أن تكون لفظ المشبه به المستعمل في المشبه، فلو غُيِّرَ المثل لما كان لفظ المشبه به بعينه، فلا يكون استعارة، فلا يكون مثلا، ولهذا لا يلتفت في الأمثال إلى مَضَارِبِهَا تذكيرا وتأنيثا وإفراداً وتثنية وجمعا، بل إنما ينظر إلى مَوَارِدِهَا كما يقال للرجل ـ الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ ـ بكسر تاء الخطاب، لأنه في الأصل لامرأة(٣).

__________________

(١) وذلك نحو قول الشاعر:

هَوَايَ مع الرَّكْبِ الْيمَانِينَ مُصْعِدٌ

جَنِيبٌ وجثمانى بمكة مُوثَقُ

فإن هذا المركب موضوع للاخبار بمفارقة محبوبه له مع بقائه موثقا بمكة، ولكنه لم يستعمل في ذلك بل استعمل في إنشاء التحسر والتحزن اللازم للاخبار بذلك، فهو مجاز مرسل مركب علاقته اللزوم.

(٢) الحق أن المراد بقوله ـ كذلك ـ بقاؤه على هيئته في حال مَوْرِدِهِ بحيث لا يتغير في حال مَضْرِبهِ لا في تذكير ولا تأنيث وغيرهما.

(٣) وكانت تزوجت شيخا كبيرا فكرهته فطلقها في زمن الصيف، ثم تزوجت شابا فقيرا فأصابها جدب فأرسلت تطلب لبنا من زوجها الأول فقال لها ذلك، ثم ضرب في كل قضية تضمنت طلب شيء بعد

۵۲۰۱