* غَمْرُ الرِّدَاءِ إذَا تَبَسَّمَ ضَاحِكاً *

وَمُرَشَّحَةٌ وَهِيَ ما قُرِنَ بِمَا يُلاَئِمُ الْمُسْتَعارَ مِنْهُ نَحْوُ ـ أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ ـ وَقَدْ يَجْتَمِعَانَ كَقَوْلِهِ

لَدَى أَسَد شَاكِى السِّلاَحِ مُقَذَّف

لَهُ لِبَدٌ أَظْفارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ

وَالتَّرْشِيحُ أَبْلَغُ لاِشْتِمالِهِ عَلَى تَحْقِيقِ الْمُبَالَغَةِ،


سياق الكلام أعنى قوله [إذا تبسم ضاحكا] أي شارعا في الضحك آخذا فيه، وتمامه:

غَلِقَتْ لِضَحْكَتِهِ رقابُ المال(١)

أي إذا تبسم غلقت رقاب أمواله في أيدي السائلين، يقال غلق الرهن في يد المرتهن إذا لم يقدر على انفكاكه [و] الثالث [مرشحة، وهي ما قرن بما يلائم المستعار منه نحو ـ أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم] استعير الاشتراء للاستبدال والاختيار، ثم فرع عليها ما يلائم الاشتراء من الربح والتجارة [وقد يجتمعان] أي التجريد والترشيح [كقوله: لدى أسد شاكى السلاح] هذا تجريد، لأنه وصف يلائم المستعار له أعنى الرجل الشجاع ]مقذف * له لبد أظفاره لم تقلم(٢) [هذا ترشيح، لأن هذا الوصف مما يلائم المستعار منه أعنى الأسد الحقيقي، واللبد جمع لبدة وهي ما تَلَبَّدَ من شعر الأسد على منكبيه، والتقليم مبالغة الْقَلْمِ وهو القطع.

[والترشيح أبلغ] من الإطلاق والتجريد ومن جَمْعِ التجريد والترشيح(٣)[لاشتماله على تحقيق المبالغة] في التشبيه، لأن في الاستعارة مبالغة في التشبيه،

__________________

(١) هو لِكُثَيّرِ عَزَّةَ.

(٢) البيت لزهير بن أبي سُلْمى، والمقذف الذي يرمى به في الحروب أو الذي قذف باللحم ورمى به، وهو على الأول تجريد، وعلى الثاني ليس بترشيح ولا تجريد، لأنه يلائم المستعار له والمستعار منه.

(٣) ويلى الإطلاق في ذلك الترشيح، فهو أبلغ أيضا من التجريد، والجمع بينهما في مرتبته ما لم يغلب أحدهما الآخر.

۵۲۰۱