أَوِ الْمَجْرُورِ. نَحْوُ ـ فَبَشَّرْهُمْ بِعَذَاب أَلِيم.

وَبِاعْتِبَارِ آخَرَ ثَلاَثةُ أَقْسَام: مُطْلَقةٌ وَهِيَ مَا لَمْ تَقْترِنْ بِصِفة وَلاَ تَفْرِيعِ، وَالْمُرَادُ الْمَعْنَوِيَّةُ لا النَّعْتُ النَّحْوِيُّ، ومُجَرَّدَةٌ وَهِيَ ما قُرِنَ بِمَا يُلاَئِمُ الْمُسْتَعارَ لَهُ كَقَوْلِهِ:


اللَّهْذَمُ من الْأَسِنَّةِ القاطع فأراد بلهذميات طعنات منسوبة إلى الأسنة القاطعة، أو أراد نفس الأسنة، والنسبة للمبالغة كأحْمَرِيٍّ، والْقَدُّ القطع، وزَرَدَ الدِّرْعَ وسَرَدَهَا نَسَجَهَا، فالمفعول الثاني أعنى لهذميات قرينة على أن نقريهم استعارة [أو المجرور نحو ـ فبشرهم بعذاب أليم] فإن ذكر العذاب قرينة على أن ـ بَشِّرْ ـ استعارة تبعية تَهَكُّمِيَّةٌ، وإنما قال ـ ومدار قرينتها على كذا ـ لأن القرينة لا تنحصر فيما ذكر، بل قد تكون حَالِيَّةً كقولك ـ قتلت زيدا ـ إذا ضربته ضربا شديدا.

[و] الاستعارة [باعتبار آخر] غير اعتبار الطرفين والجامع واللفظ [ثلاثة أقسام ]لأنها إما ألاَّ تقترن بشيء يلائم المستعار له والمستعار منه، أو تقترن بما يلائم المستعار له، أو تقترن بما يلائم المستعار منه(١) الأول [مطلقة، وهي ما لم تقترن بصفة ولا تفريع] أي تفريع كلام مما يلائم المستعار له والمستعار منه(٢) نحو ـ عندى أسد [والمراد] بالصفة [المعنوية] التي هي معنى قائم بالغير [لا النعت] النحوى الذي هو أحد التوابع [و] الثاني [مجردة، وهي ما قرن بما يلائم المستعار له كقوله: غمر الرداء] أي كثير العطاء، استعار الرداء للعطاء لأنه يصون عِرْضَ صاحبه كما يصون الرداء ما يُلْقَى عليه، ثم وصفه بالغمر الذي يناسب العطاء دون الرداء تجريدا للاستعارة، والقرينة

__________________

(١) ولابد أن يكون ذلك فيهما بعد ذكر القرينة، لأنها مما يلائم المستعار له في المصرحة والمستعار منه في المكنية.

(٢) الفرق بين الصفة والتفريع أن الملائم إن كان من تتمة الكلام الذي فيه الاستعارة فهو الصفة، كما في قوله ـ فتبسم ضاحكا ـ وإن كان كلاما مستقلا بنى على الاستعارة فهو التفريع، نحو ـ فما ربحت تجارتهم.

۵۲۰۱