وَمَدَارُ قَرِينَتِهَا في الْأَوَّلَيْنِ عَلَى الْفَاعِلِ نَحْوُ ـ نَطقَتِ الْحَالُ ـ أَوِ الْمَفْعُولِ نَحْوُ:

* قَتَلَ البُخْلَ وَأَحْيَا السَّمَاحَا *

ونَحْوُ:

* نَقْرِيهُمُ لَهْذَمِيَّات نَقُدُّ بِهَا *


استعيرت لِمَا يشبه العلية، وصار متعلق معنى اللام هو العلية والغرضية لا المجرور على ما ذكره المصنف سهوا، وفي هذا المقام زيادة تحقيق أوردناها في الشرح.

[ومدار قرينتها] أي قرينة الاستعارة التبعية [في الأولين] أي في الفعل وما اشتق منه [على الفاعل نحو ـ نطقت الحال] بكذا، فإن النطق الحقيقي لا يسند إلى الحال [أو المفعول نحو]:

جُمِعَ الحق لنا في إمام

[قتل البخل وأحيا السماحا(١)]

فإن القتل والاحياء الحقيقيين لا يتعلقان بالبخل والجود [ونحو:

نقريهم لهذميات نقد بها]

ما كان خاط عليهم كُلُّ زَرَّادِ(٢)

__________________

(١) هو لابن المعتز من قصيدة له في مدح أبيه.

(٢) هو للقُطَامِيِّ من قصيدة له في مدح زُفَرَ بن الحارث مطلعها:

ما اعتاد حُبَّ سُلَيْمى غَيْرُ معتادِ

ولا تَقَضَّى بوافى دَيْنَهَا الصَّادِى

تطبيقات على الاستعارة الأصلية والتبعية:

١ـ فامطرتْ لُؤْلُؤاً من نرجس وسَقَتْ

وَرْدَا وعَضَّتْ على الْعُنَّابِ بالْبَرَدِ

٢ـ قوله تعالى ـ ﴿قَالُوا تَاللهِ إنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ:

٣ـ دَقَّاتُ قلب المرءِ قائلةٌ له

إن الحياةَ دقائقٌ وثَوَان

في الأول استعارات خمس في اللؤلؤ للدموع، والنرجس للعيون، والورد للخدود، والعناب للأنامل، والبرد للأسنان، وهي من الاستعارة الأصلية، وفي الثاني استعيرت ـ في ـ من الظرفية الحقيقية للظرفية المعنوية، وهي استعارة تبعية، وفي الثالث شبه القول بالدلالة واشتق منه قائلة بمعنى دالة، وهي استعارة تبعية.

۵۲۰۱