وَالْحُزْنِ بَعْدَ الالْتِقاطِ بِعِلَّتِهِ الْغَائِيَّةِ،


يقدر تشبيه العداوة [والحزن] الحاصلين [بعد الالتقاط بعلته] أي علة الالتقاط [الغائية] كالمحبة والتَّبَنِّى في الترتب على الالتقاط والحصول بعده، ثم اسْتُعْمِلَ في العداوة والحزن ما كان حَقّهُ أن يستعمل في العلة الغائية، فتكون الاستعارة فيها تَبَعاً للاستعارة في المجرور، وهذا الطريق مأخوذ من كلام صاحب الكشَّاف ومَبْنِيٌّ على أن مُتَعَلَّقَ معنى اللام هو المجرور على ما سبق، لكنه غير مستقيم على مذهب المصنف في الاستعارة المصرحة(١) لأن المتروك يجب أن يكون هو المشبه سواء كانت الاستعارة أصلية أو تبعية، وعلى هذا الطريق المشبه أعنى العداوة والحزن مذكور لا متروك(٢) بل تحقيق الاستعارة التبعية ههنا أنه شُبِّهَ تَرَتُّبُ العداوة والحزن على الالتقاط بترتب علته الغائية(٣) عليه ثم استعمل في المشبه(٤) اللام الموضوعة للمشبه به أعنى ترتب علة الالتقاط الغائية عليه، فجرت الاستعارة أوَّلاً في الْعِلِّيَّةِ وَالْغَرَضِيَّةِ، وتبعيّتها في اللام كما مر في ـ نطقت الحال ـ فصار حكم اللام حكم الأسد حيث

__________________

(١) وكذلك مذهب الجمهور أيضا، لأنه لا خلاف بينهم في معناها.

(٢) قد أجيب عن ذلك بأن مراد المصنف أن في المجرور تشبيها يصح أن تترتب عليه الاستعارة في الحرف، فتكون الاستعارة التبعية المصرحة عنده في الحرف أيضا، أما الاستعارة في المجرور فاستعارة بالكناية.

(٣) أي علته المطلقة بجامع مطلق الترتب في كل، وفي الكلام حذف والأصل ـ ثم استعير ترتب العلة الغائية على الالتقاط لترتب العداوة والحزن عليه فسري التشبيه إلى الجزئيات ثم استعمل في المشبه الخ وإنما قدر هذا لأن تبعية الاستعارة في الحرف لا تتحقق بدونه.

(٤) أي جزئى المشبه وهو ترتب العداوة والحزن المتعلقين بموسى، وكذلك يقدر في المشبه به، وعلى هذا تكون الاستعارة في الحرف تابعة لاستعارة قبلها، وقال بعضهم إنها تابعة للتشبيه، بأن يشبه في الكليات ثم يسرى التشبيه إلى الجزئيات، فتستعير الحرف الموضوع لجزئى من المشبه به لجزئى من المشبه، وعلى هذا تكون المذاهب في إجراء هذه الاستعارة ثلاثة.

۵۲۰۱