فَالتَّشْبِيهُ في الْأَوَّلَيْنِ لِمَعْنى الْمَصْدَرِ، وَفي الثَّالِثِ لِمُتَعَلِّقِ مَعْنَاهُ كَالْمَجْرُورِ في زيدٌ في نِعْمَة ـ فَيُقَدَّرُ في ـ نَطَقَتِ الْحالُ، وَالْحَالُ نَاطِقَةٌ بِكَذَا ـ لِلدَّلاَلةِ بالنُّطْقِ، وَفي لاَمِ التَّعْلِيلِ نَحْوُ ـ فَالْتَقَطَة آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً ـ لِلْعَدَاوَةِ


من الصفات [فالتشبيه في الأولين] أي الفعل وما اشتق منه [لمعنى المصدر، وفي الثالث ]أي الحرف [لمتعلق معناه] أي لما تَعَلَّقَ به معنى الحرف، قال صاحب المفتاح: المراد بمتعلقات معاني الحروف ما يعبر بها عنها عند تفسير معانيها، مثل قولنا ـ مِنْ معناها ابتداء الغاية، وفي معناها الظرفية، وكَيْ معناها الغرض ـ فهذه ليست معاني الحروف وإلا لَمَا كانت حروفا بل أسماء، لأن الاسمية والحرفية إنما هي باعتبار المعنى، وإنما هي متعلقات لمعانيها أي إذا أفادت هذه الحروف معاني رُدَّتْ تلك المعاني إلى هذه بنوع استلزام(١) فقول المصنف في تمثيل متعلق معنى الحرف [كالمجرور في ـ زيد في نعمة] ليس بصحيح، وإذا كان التشبيه لمعنى المصدر ولمتعلق معنى الحرف [فيقدر] التشبيه [في ـ نطقت الحال، والحال ناطقة بكذا ـ للدلالة بالنطق] أي يجعل دلالة الحال مشبها، ونُطْقُ الناطق مشبها به، ووجه الشبه إيضاح المعنى وإيصاله إلى الذهن، ثم يستعار للدلالة لفظ النطق، ثم يشتق من النطق المستعار الفعل والصفة فتكون الاستعارة في المصدر اصلية وفي الفعل والصفة تبعية، وإن أطلق النطق على الدلالة لا باعتبار التشبيه بل باعتبار أن الدلالة لازمة له يكون مجازا مرسلا، وقد عرفت(٢) أنه لا امتناع في أن يكون اللفظ الواحد بالنسبة إلى المعنى الواحد استعارة ومجازا مرسلا باعتبار العلاقتين [و] يقدر التشبيه [في لام التعليل نحو ـ فالتقطه] أي موسى [آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ـ للعداوة] أي

__________________

(١) وهو استلزام الخاص للعام، لأن معانيها على هذا جزئية من الابتداء المخصوص ونحوه، أما تلك المعاني الكلية فهي متعلقات لها.

(٢) أي مما ذكر سابقا في المشفر ص ٣٤١ من هذا الجزء.

۵۲۰۱