وَإمَّا مُخْتَلِفٌ كَقَوْلِكَ ـ رَأَيْتُ شَمْساً ـ وَأَنْتَ تُرِيدُ إنْسَاناً كالشَّمْسِ في حُسْنِ الطَّلْعَةِ


وفي قول أبي ذؤيب:

وتلك شَكَاةٌ ظاهرٌ عنك عارُهَا(١)

أي زائل، وذكر العلامة في شرح المفتاح أن السلخ قد يكون بمعنى النّزع مثل ـ سلخت الاهاب عن الشاة ـ وقد يكون، بمعنى الاخراج نحو ـ سلخت الشاة عن الاهاب ـ فذهب صاحب المفتاح إلى الثاني(٢) وصح قوله تعالى ﴿فإذاهم مظلمونبالفاء لأن التَّرَاخِيَ وعَدَمَهُ مما يختلف باختلاف الأمور والعادات، وزمان النهار وإن توسط بين إخراج النهار من الليل وبين دخول الظلام لكِنْ لِعِظَمِ شأن دخول الظلام بعد إضاءة النهار وكَوْنِهِ مما ينبغي ألاَّ يحصل إلا في أضعاف ذلك الزمان من الليل عُدَّ الزمان قريبا، وجُعِلَ الليل كأنه يفاجئهم عَقِيبَ إخراج النهار من الليل بلا مُهْلَة، وعلى هذا حسن إذا المفاجأة، كما يقال ـ أُخْرِجَ النهار من الليل ففاجأه دخول الليل ـ ولو جعلنا السلخ بمعني النزع وقلنا ـ نُزِعَ ضوء الشمس عن الهواء ففاجأه الظلام ـ لم يستقم أو لم يحسن(٣) كما إذا قلنا ـ كُسِرَتِ الكوز ففاجأه الانكسار [وإما مختلف] بعضه حسي وبعضه عقلي [كقولك ـ رأيت شمسا ـ وأنت تريد إنسانا كالشمس في حسن الطلعة] وهو

__________________

(١) هو عجز بيت لأبي ذؤيب:

وعَيَّرَها الواشون أنِّي أُحِبُّهَا

وتلك شكاة ظاهر عنك عارها

والشكاة مصدر بمعنى الشكاية.

(٢) وحينئذ فلا حاجة إلى تأويله بما سبق.

(٣) لأن الدخول في الظلام مصاحب لنزع الضوء فلا محل في ذلك للترتيب الذي تفيده المفاجأة، وعلى هذا يكون الصحيح ما ذهب إليه السكاكى لا ما ذهب إليه الخطيب، لأنه هو الذي جعل السلخ بمعنى النزع، والحق أن الترتيب على ما ذهب إليه الخطيب عقلي، وهو ظاهر لا غبار عليه.

۵۲۰۱