الْعامِّيَّةِ كما في قَوْلِهِ:

* وَسالَتْ بأَعْنَاقِ المَطِيَّ الْأَبَاطِحُ *

إذ أَسْنَدَ الْفِعْلَ إلَى الاْباطِح دُونَ الْمَطِيِّ وَأَدْخَلَ الْأَعْناقَ في السَّيْرِ.

وَبِاعْتِبَارِ الثَّلاَثَةِ سِتَّةُ أَقْسام:


[العامية، كما في قوله]:

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا

[وسالت بأعناق المطي الأباطح(١)]

جمع أبطح وهو مَسِيلُ الماء فيه دِقَاقُ الحصى، استعار سَيَلاَنَ السُّيُولِ الواقعة في الأباطح لسير الابل سيرا حثيثا في غاية السرعة المشتملة على لِين وسَلاَسَة، والشبه فيها ظاهر عَامِّيٌّ لكِنْ قد تُصُرِّفَ فيه بما أفاد اللطف والغرابة [إذ أسند الفعل] أعنى سالت [إلى الأباطح دون المطى] وأعناقها، حتى أفاد أنه امتلأت الأباطح من الابل كما(٢)في قوله تعالى ﴿واشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً [وأدخل الأعناق في السير] لأن السرعة والبطء في سير الابل يظهران غالبا في الأعناق، ويتبين أمرهما في الْهَوَادِى(٣) وسائر الأجزاء تستند إليها في الحركة، وتتبعها في الثَّقَلِ وَالْخِفَّةِ.

[و] الاستعارة [باعتبار الثلاثة] المستعار منه والمستعار له والجامع [ستة أقسام ]لأن المستعار منه والمستعار له إما حسيان أو عقليان أو المستعار منه حسي والمستعار له عقلي أو بالعكس تصير أربعة والجامع في الثلاثة الأخيرة عقلي لا غير

__________________

(١) هو لِكُثَيِّر عَزَّةَ من شعراء الدولة الأموية.

(٢) ففيه أيضا إسناد ما للحالِّ للمحل لافادة استغراق الحالِّ وشيوعه حتى صار كأنه المحل.

(٣) جمع هادية وهي مقدم العنق.

۵۲۰۱