كالْعَيْنِ في الرَّبِيئَةِ، وَعَكْسُهُ كَالْأَصَابِعِ في الْأَنَامِلِ، وَتَسْمِيَتُهُ بِاسْمِ سَبَبِهِ نَحْوُ ـ رَعَيْنا الغَيْثَ ـ أَوْ مُسَبَّبِهِ، نَحْوُ ـ أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ نَبَاتاً ـ أَوْ مَا كَانَ عَلَيْهِ، نَحُوَ وَآتُوا الْيتَامى أَمْوَالَهُمْ ـ أَوْ ما


العبارة نوع من التسامح، والمعنى أن في هذه التسمية مجازا مرسلا، وهو اللفظ الموضوع لجزء الشيء عند إطلاقه على نفس ذلك الشيء [كالعين] وهي الجارحة المخصوصة [في الربيئة] وهي الشخص الرَّقِيبُ، والعين جزء منه، ويجب أن يكون الجزء الذي يطلق على الكل مما يكون له من بين الأجزاء مَزِيدُ اختصاص بالمعنى الذي قصد بالكل، مثلا لا يجوز إطلاق اليد أو الأصبع على الربيئة [وعكسه](١) أي ومنه عكس المذكور يعنى تسمية الشيء باسم كله [كالأصابع] المستعملة [في الأنامل] التي هي أجزاء من الاصابع في قوله تعالى ﴿يَجْعَلُونَ أصَابِعَهُمْ في آذانِهِمْ[وتسميته] أي ومنه تسمية الشيء [باسم سببه(٢) نحو ـ رعينا الغيث] أي النبات الذي سببه الغيث [أو] تسمية الشيء باسم [مسببه(٣) نحو ـ أمطرت السماء نباتا] أي غيثا يكون النبات مُسَبَّباً عنه، وأوْرَدَ في الايضاح في أمثلة تسمية السبب باسم المسبب قولهم ـ فُلاَنٌ أكل الدَّمَ ـ أي الدية الْمُسبَّبةَ عن الدم، وهو سهو، بل هو من تسمية المسبب باسم السبب [أو ما كان عليه] أي تسمية الشيء باسم الشيء الذي كان هو عليه في الزمان الماضي لكنه ليس عليه الآن(٤) [نحو ـ وآتوا اليتامى أموالهم] أي الذين كانوا يتامى قبل ذلك، إذ لا يُتْمَ بعد البلوغ [أو] تسمية الشيء باسم [ما

__________________

(١) والعلاقة في ذلك الكلية.

(٢) والعلاقة في ذلك السببية.

(٣) والعلاقة في ذلك المسببية.

(٤) والعلاقة في ذلك اعتبار ما كان.

۵۲۰۱