وَباعْتِبارِ أَدَاتِهِ إمَّا مُؤَكَّدٌ وَهْوَ ما حُذِفَتْ أَدَاتُهُ، مِثْلُ ـ وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ ـ وَمِنْهُ نَحْوُ قَوْلِهِ:

وَالرِّيحُ تَعْبَثُ بالْغُصُونِ وَقَدْجَرَى

ذَهَبُ الْأَصِيلِ عَلَى لُجَيْنِ الْمَاءِ


المشبه أو المشبه به أو كليهما بشرط وجودى أو عدمى يدل عليه بصريح اللفظ أو بسياق الكلام.

[وباعتبار] أي والتشبيه باعتبار [أداته إما مؤكد وهو ما حذفت أداته، مثل ـ وهي تمر مر السحاب] أي مثل مَرِّ السحاب [ومنه] أي ومن المؤكد ما أضيف المشبه به إلى المشبه بعد حذف الأداة [نحو قوله: والريح تعبث بالغصون] أي تُمِيلُهَا إلى الأطراف والجوانب [وقد جرى * ذهب الأصيل] هو الوقت بعد العصر إلى الغروب يُعَدُّ من الأوقات الطيبة كالسَّحَرِ ويوصف بالصفرة كقوله:

وَرُبَّ نهار للفراق أصِيلُهُ

ووجهى كِلاَ لونيهما متنَاسبُ

فذهب الأصيل صفرته وشعاع الشمس فيه [على لجين الماء(١)] أي على ماء كاللجين أي الفضة في الصفاء والبياض، فهذا تشبيه مؤكد، ومن الناس من لم يميز بين لُجَيْنِ الكلام ولَجِينِهِ(٢) ولم يعرف هِجَانَهُ من هَجينه(٣) حتى ذهب بعضهم إلى أن اللجين إنما هو بفتح اللام وكسر الجيم، يعنى الْوَرَقَ الذي يسقط من الشجر، وقد شبه به وجه الماء، وبعضهم إلى أن الأصيل هو الشجر الذي له أصل وعِرْقٌ وذهبه ورقه الذي اصْفَرَّ ببرد الخريف وسقط منه على وجه الماء، وفساد هذين الوهمين

__________________

(١) البيت لابن خفاجة من شعراء الأندلس.

(٢) الأول بمعنى الحسن، والثاني بمعنى القبح.

(٣) هجانه شريفه، وهجينه رديئه.

۵۲۰۱