لَمْ تَلْقَ هذَا الْوَجْهَ شَمسُ نَهَارِنَا

إلاَّ بِوَجْه لَيْسَ فِيهِ حَياءُ

وَقَوْلِهِ:

عَزَماتُهُ مِثْلُ النُّجُومِ ثَوَاقِباً

لَوْلَمْ يَكُنْ لِلثَّاقِباتِ أَفُولُ

وَيُسَمَّى هذَا التَّشْبِيهَ المَشْرُوطَ.


لم تلق هذا الوجهين شمس نهارنا

إلا بوجه ليس فيه حياء(١)]

فتشبيه الوجه بالشمس مبتذل إلا أن حديث الحياء وما فيه من الدقة والخفاء أخرجه إلى الغرابة، وقوله ـ لم تلق ـ إن كان من لقيته بمعنى أبصرته فالتشبيه مكنى غير مصرح به، وإن كان من لقيته بمعنى قابلته وعارضته فهو فعل ينبئ عن التشبيه، أي لم يقابله في الحسن والبهاء إلا بوجه ليس فيه حياء [وقوله: عزماته مثل النجوم ثواقبا] أي لوامعا [لولم يكن للثاقبات أفول(٢)] فتشبيه العزم بالنجم مبتذل إلا أن اشتراط عدم الأفول أخرجه إلى الغرابة [ويسمى] مثل [هذا] التشبيه [التشبيه المشروط] لتقييد

__________________

(١) هو للمتنبى من قصيدة له في مدح هارون بن عبدالعزيز مطلعها:

أمِنَ ازْدِيَارَك في الدُّجَى الرقباءُ

إذْ حيث كنت من الظلام ضياءُ

(٢) هو لرشيد الدين الوطواط من شعراء الدولة العباسية، والأفول الغروب.

تطبيقات على أقسام التشبيه باعتبار وجهه:

١ـ إن السحاب لَتَسْتَحْيى إذا نظرتْ

إلى نَدَاكَ فقاستْهُ بِما فِيهَا

٢ـ أنت مِثل الوردِ لَوْناً

ونسِيماً وبَلاَلا

٣ـ كأن سُهَيْلاً والنجومَ وراءهُ

صفوفُ صلاة قام فيها إمامُهَا

فالأول مجمل غريب غير تمثيل، والثاني مفصل غير تمثيل، والثالث مجمل قريب تمثيل.

أمثلة أخرى:

١ـ والليلُ في لونِ الْغُرابِ كأنَّهُ

هو في حُلُوكَتِهِ وإن لم يَنْعَبِ

٢ـ ومُكَلِّفُ الأيام ضدَّ طباعها

مُتَطَلِّبٌ في الماء جَذْوَة نارِ

٣ـ فحملتُ هَيْكَلَ عظمها وكأنني

حُمِّلْتُ حين حَمَلْتُ عُودَ خِلاَلِ

۵۲۰۱