أَوْ مُرْسَلٌ وَهْوَ بِخِلاَفِهِ كما مَرَّ.

وَبِاعْتِبارِ الغرض إمَّا مَقْبُولٌ وَهُوَ الْوافى بِإفَادَتِهِ كَأَنْ يَكُونَ المُشَبَّهُ بِهِ أَعْرَفَ شَيْء بِوَجْهِ الشَّبَهِ في بَيانِ الحَالِ، أَوْ أَتَمَّ شَيْء فِيهِ في إلحَاقِ النَّاقِصِ بالْكَامِلِ، أَوْ مُسَلَّمَ الْحُكْمِ


غنى عن البيان(١) [أو مرسل] عَطْفٌ على ـ إما مؤكد [وهو بخلافه] أي ما ذكر أداته فصار مرسلا عن التأكيد المستفاد من حذف الأداة المشعر بحسب الظاهر بأن المشبه عين المشبه به [كما مر] من الأمثلة المذكورة فيها أداة التشبيه.

[و] التشبيه [باعتبار الغرض إما مقبول وهو الوافى بافادته] أي إفادة الغرض [كأن يكون المشبه به أعرف شيء بوجه الشبه في بيان الحال، أو] كأن يكون المشبه به [أتم شيء فيه] أي في وجه الشبه [في إلحاق الناقص بالكامل، أو] كأن يكون المشبه به [مسلم الحكم فيه] أي في وجه الشبه [معروفه عند المخاطب في بيان الامكان، أو مردود]

__________________

(١) أما الأول فلأنه لا معنى لتشبيه وجه الماء بمطلق الورق الساقط من الشجر، وأما الثاني فلأنه لا اختصاص للورق المصفر من برد الخريف بالشجر الذي له أصل وعرق، فلا وجه لاضافة الذهب إلى الأصيل عليه.

تطبيقات عامة على أقسام التشبيه:

١ـ الْخِلُّ كالماء يُبْدِى لي ضمائرَهُ

مع الصفاءِ ويخفيها مع الْكَدَرِ

٢ـ والدهر كالبحر لا ينفكُّ ذا كَدَر

وإنما صَفْوُهُ بين الورى لُمَعُ

٣ـ وتَرَاكَضُوا خيل الشباب وبَادِرُوا

أن تُسْتَرَدَّ فإنهنَّ عَوَارِ

فالأول تشبيه مرسل مفصل تمثيل والطرفان حسيان، والثاني تشبيه مرسل مجمل غير تمثيل والمشبه عقلي والمشبه به حسي، والثالث تشبيه مؤكد مجمل غير تمثيل والمشبه عقلي والمشبه به حسي.

أمثلة أخرى:

١ـ وإذا افتقرتَ إلى الذخائر لم تَجِدْ

ذُخْراً يكون كصالح الأعمالِ

٢ـ هو السيف إن لاَ يَنْتَهُ لأن مَتْنُهُ

وحَدَّاه إن خاشنته خَشنَان

٣ـ وحديقة غَنَّاءَ ينتظم النَّدَى

بفروعها كالدُّرِّ في الأسلاك

۵۲۰۱