وَمِنْهُ ما ذُكِرَ فِيهِ وَصْفُ الْمُشَبَّهِ بِهِ وَحْدَهُ وَمِنْهُ ما ذُكِرَ فِيهِ وَصْفُهُما كَقَوْلِهِ:

صَدَفْتُ عَنْهُ وَلَمْ تَصْدِفْ مَوَاهِبُهُ

عَنِّى وَعاوَدَهُ ظَنِّى فَلَمْ يَخِبِ

كالْغَيْثِ إنْ جِئْتُهُ وَافاكَ رِيِّقُهُ

وَإنْ تَرَحَّلْتَ عَنْهُ لَجَّ في الطَّلَبِ

وَإمَّا مُفَصَّلٌ وَهُوَ ما ذُكِرَ وَجْهُهُ كَقَوْلِهِ:

وَثَغْرُهُ في صِفاء

وَأَدْمُعِي كاللاَّلِى

وَقَدْ يُتَسامَحُ بِذكْرِ ما يسْتَتْبِعُهُ مَكانَهُ،


وجه الشبه، نحو ـ زيد أسد [ومنه ما ذكر فيه وصف المشبه به وحده] أي الوصف المشعر بوجه الشبه كقولها: هم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها [ومنه ما ذكر فيه وصفهما] أي المشبه والمشبه به كليهما [كقوله: صدفت عنه] أي أعرضت عنه [ولم تصدف مواهبه. عنى وعاوده ظني فلم يخب. كالغيث إن جئته وافاك] أي أتاك [ريقه] يقال ـ فعله في رَوْقِ شبابه وَرِّيقِهِ أي أوله وأصابه رَيِّقُ المطر ورَيِّقُ كل شيء أفضله [وإن ترحلت عنه لج في الطلب(١)] وصف المشبه أعنى الممدوح بأن عطاياه فائضة عليه أعرض أو لم يعرض، وكذا وصف المشبه به أعنى الغيث بأنه يصيبك إن جئته أو ترحلت عنه، والوصفان مشعران بوجه الشبه أعنى الاضافة في حالتى الطلب وعدمه وحالتى الاقبال عليه والاعراض عنه [وإما مفصل ]عَطْفٌ على ـ إما مجمل [وهو ما ذكر فيه وجهه كقوله:

وثغره في صفاء

وأدمعى كاللآلى(٢)]

[وقد يتسامح بذكر ما يستتبعه مكانه] أي بأن يذكر مكان وجه الشبه ما يستلزمه،

__________________

(١) البيتان لأبي تمام من قصيدة له في مدح الحسن بن رجاء.

(٢) ذكر شارح الشواهد أنه لا يعرف قائل هذا البيت كما سبق في البيت قبله:

صُدْغُ الحبيب وحَالِى

كلاهما كاللَّيَالِى

۵۲۰۱