وَبِاعْتِبارِ وَجْهِهِ إمَّا تَمْثِيلٌ و هو ما وَجْهُهُ مُنْتَزَعٌ مِنْ مُتَعَدِّد كما مَرَّ، وَقَيَّدَهُ السَّكَّاكِيُّ بِكَوْنِهِ غَيْرَ حَقِيقِيٍّ، كما في تَشْبِيهِ مَثَلِ الْيَهُودِ بِمَثَلِ الْحِمَارِ، وَإمَّا غَيْرُ تَمْثِيلِ وَهُوَ بِخِلاَفِهِ.


[وباعتبار وجهه] عَطْفٌ على قوله ـ باعتبار الطرفين [إما تمثيل وهو ما] أي التشبيه الذي [وجهه] وَصْفٌ [منتزع من متعدد] أي أمرين أو أمور [كما مر] من تشبيه الثريا، وتشبيه مُثَار النَّقْعِ مع الأسياف، وتشبيه الشمس بالمرآة في كف الأشل(١) وغير ذلك [وقيده] أي المنتزع من متعدد [السكاكى بكونه غير حقيقي(٢)] حيث قال: التشبيه متى كان وجهه وصفا غير حقيقي وكان منتزعا من عدة أمور خص باسم التمثيل [كما في تشبيه مثل اليهود بمثل الحمار(٣)] فإن وجه الشبه هو حرمان الانتفاع بأبلغ نافع مع الْكَدِّ والتعب في استصحابه، فهو وصف مركب من متعدد وليس بحقيقى بل هو عائد إلى التوهم [وإما غير تمثيل وهو بخلافه] أي بخلاف التمثيل، يعنى ما لا يكون وجهه منتزعا من متعدد، وعند السكاكى ما لا يكون منتزعا من متعدد ولا يكون

__________________

تطبيقات على أقسام التشبيه باعتبار الطرفين:

١ـ الخدُّ وَرْدٌ والصُّدْغُ غاليةٌ

والرِّيقُ خمر والثَّغر كالدُّرَرِ

٢ـ تُحَطِّمُنَا الأيامُ حتى كأننا

زجاجٌ ولكن لا يعاد لنا سَبْكُ

٣ـ والبدرُ في أُفُقِ السماء كغادة

بيضاءَ لاحتْ في ثيابِ حِدَادِ

فالأول من التشبيه المفروق، والثاني من تشبيه المفرد بالمفرد، والثالث من تشبيه المفرد المقيد بالمفرد المقيد.

أمثلة أخري:

١ـ وقصائد مثل الرياضِ أضعتها

في باخل ضاعتْ به الأحساب

٢ـ إني وتزيينى بِمَدْحِيَ معشراً

كَمُعَلِّق دُرّاً علي خِنْزِيرِ

٣ـ إنما الدنيا كبيت

نَسْجُهُ من عَنْكَبُوتِ

(١) أنظر ص ٣٠٢ و ص ٣٠٤ من هذا الجزء.

(٢) أي غير متحقق حساولا عقلا، وقيده الشيخ بكونه غير حسي، فيشمل عنده الوهمي والعقلي.

(٣) أنظر ص ٣٠٦ من هذا الجزء.

۵۲۰۱