أَوْ مَفْرُوقٌ كَقَوْلِهِ:

النِّشْرُ مِسْكٌ وَالوُجُوهُ دَنا

نِيرٌ وَأَطْرافُ الأَكُفِّ عَنَمْ

وَإن تَعَدَّدَ طَرَفُهُ الْأَوَّلُ فَتَشْبِيهُ التَّسْوِيَةِ كَقَوْلِهِ:

صُدْغُ الحَبِيبِ وَحَالِي

كِلاَهُما كاللَّيَالِي

وَإن تَعَدَّدَ طَرَفُهُ الثَّانِي فَتشْبِيهُ الجَمْعِ كَقَوْلِهِ:

كَأنَّمَا يَبْسِمُ عَنْ لُؤْلُؤ

مُنْضَّد أَوْ بَرَد أَوْ أَقَاحْ


الطَّرِيَّ من قلوب الطير بالعناب، واليابس العتيق منها بالحشف البالى، إذ ليس لاجتماعهما هيئة مخصوصة يعتد بها ويقصد تشبيهها، إلا أنه ذكر أوَّلاً الْمُشَبَّهَيْنِ ثم المشبه بهما على الترتيب [أو مفروق] وهو أن يؤتى بمشبه ومشبه به ثم آخر وآخر [كقوله: النشر] أي الطِّيبُ والرائحة [مسك والوجوه دنا * نير وأطراف الأكف] وروى ـ أطراف البنان [عنم(١)] هو شجر أحمر لَيِّنٌ [وإن تعدد طرفه الأول]يعنى المشبه دون الثاني [فتشبيه التسوية، كقوله:

صدغ الحبيب وحالى

كلاهما كالليالى(٢)

وإن تعدد طرفه الثاني] يعنى المشبه به دون الأول [فتشبيه الجمع كقوله]:

بات نديما لي حتى الصَّبَاحْ

أغْيَدُ مجدولُ مَكَانِ الوشاحْ

[كأنما يبسم] ذلك الأغيد أى الناعم البدن [عن لؤلؤ منضد] منظم [أو برد] هو حَبُّ الغمام [أو أقاح(٣)] جمع أُقْحُوَان وهو وَرْدٌ له نَوْرٌ، شبه ثغره بثلاثة أشياء.

__________________

(١) البيت لِلْمُرَقِّشِ الأكبر من شعراء الجاهلية.

(٢) ذكر شارح الشواهد أنه لم يعرف قائل هذا البيت، وبعده:

وثَغْرُهُ في صفاء

وأدمعى كاللاَّلِى

(٣) البيتان للبحترى، وهما مطلق قصيدة له في مدح عيسى بن إبراهيم.

۵۲۰۱