ومَقَامَ الفَصْلِ يُبايِنُ مَقَامَ الوَصْلِ، وَمَقَامُ الإِيجَازِ يُبايِنُ مَقامَ خِلاَفِهِ، وَكَذَا خِطابُ الذّكِى مَعْ خِطابِ الْغبِيِّ، وَلِكُلّ كلِمَة مَعَ صاحِبتهَا مَقامٌ، وَارتَفَاعُ شأنِ الْكَلاَمِ في الْحُسْنِ وَالْقَبُولِ بِمطاَبقَتِهِ لِلاعْتِبارِ المُناسِبِ، وَانْحِطاطُهُ بِعَدَمِها،


يناسبه تنكير المسند إليه أو المسند يباين المقام الذي يناسبه التعريف، ومقام إطلاق الحكم أو التَّعَلُّقِ(١) أو المسند إليه أو المسند أو مُتَعَلَّقِهِ(٢) يباين مقام تقييده بمؤكّد أو أداة قصر أو تابع أو شرط أو مفعول أو ما يشبه ذلك، ومقام تقديم المسند إليه أو المسند أو متعلقاته يباين مقام تأخيره، وكذا مقام ذكره يباين مقام حذفه، فقوله ـ خلافه ـ شاملٌ لما ذكرنا، وإنما فَصَلَ قوله [ومقام الفصل يباين مقام الوصل ]تنبيها على عظم شأن هذا الباب، وإنما لم يقل مقام خلافه لأنه أخصر وأظهر، لأن خلاف الفصل إنما هو الوصل، وللتنبيه على عظم الشأن فَصَلَ قوله [ومقام الإيجاز يباين مقام خلافه] أي الاطناب والمساواة [وكذا خطاب الذكى مع خطاب الغبي] فإن مقام الأول يباين مقام الثاني، فإن الذكى يناسبه من الاعتبارات اللطيفة والمعانى الدقيقة الخفية ما لا يناسب الغبي [ولكل كلمة مع صاحبتها] أي مع كلمة أخرى مُصَاحِبَة لها [مقام ]ليس لتلك الكلمة مع ما يشارك تلك المصاحبة في أصل المعني، مثلا الفعل الذي قصد اقترانه بالشرط، فله مع إنْ مقام ليس له مع إذا، وكذا لكل من أدوات الشرط مع الماضي مقام ليس له مع المضارع، وعلى هذا القياس.

[وارتفاع شأن الكلام في الحسن والقبول بمطابقته للاعتبار المناسب وانحطاطه ]أي انحطاط شأنه [بعدمها] أي بعدم مطابقته للاعتبار المناسب، والمراد بالاعتبار المناسب الأمر الذي اعتبره المتكلم مناسبا بحسب السليقة أو بحسب تتبع تراكيب

__________________

(١) يعني تعلق الفعل بمفعوله ونحوه.

(٢) أي متعلق المسند.

۵۲۰۱