أَوْ مُخْتَلِفان كَقَوْلِهِ ـ وَالشّمسُ كالْمرآةِ وَعَكْسهِ، وَإمَّا تَشْبِيهُ مُرَكَّب بِمُرَكَّب كما في بَيْتِ بَشار، وَإمَّا تَشْبِيهُ مُفْرَد بِمُرَكَّب كما مَرَّ مِنْ تَشْبِيهِ الشَّقِيقِ، وَإمَّا


الساعى المقيد بألاَّ يحصل من سعيه على شيء والمشبه به هو الراقم المقيد بِكَوْنِ رَقْمِهِ على الماء، لأن وجه الشبه هو التسوية بين الفعل وعدمه، وهو موقوف على اعتبار هذين القيدين [أو مختلفان] أي أحدهما مقيد والآخر غير مقيد [كقوله: والشمس كالمرآة] في كف الأشل(١) فالمشبه به أعنى المرآة مقيدة بِكَوْنِهَا في كف الأشل، بخلاف المشبه أعنى الشمس [وعكسه] أي تشبيه المرآة في كف الأشل بالشمس، فالمشبه مقيد دون المشبه به [وإما تشبيه مركب بمركب] بأن يكون كل من الطرفين كيفية حاصلة من مجموع أشياء قد تَضَامَّتْ وتلاصقت حتى عادت شيئا واحدا [كما في بيت بشار]:

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا * وأسيافنا

على ما سبق تقريره(٢) [وإما تشبيه مفرد بمركب كما مر من تشبيه الشقيق(٣)] وهو مفرد بأعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد وهو مركب من عدة أمور، والفرق بين المركب والمفرد المقيد أحْوَجُ شيء إلى التأمل، فكثيراً مَّا يقع الالتباس(٤) [وإما

__________________

(١) هو من قول ابن المعتز فيما سبق:

والشمسُ كالْمِرْآةِ في كَفِّ الأشلّ

لَمَّا رأيتها بدتْ فوق الْجَبَلْ

(٢) أنظر صفحة ٣٠٢ من هذا الجزء.

(٣) أي في قول الصَّنَوْبَرِيِّ:

وكأنَّ مُحْمَرَّ الشَّقِيـ

ـقِ إذا تَصَوَّبَ أو تَصَعَّدْ

أعلامُ ياقوت نُشِرْ

نَ على رماحِ من زَبَرْجَدُ

(٤) والفرق بينهما أنه إذا كان هناك شيء واحد هو الأصل المقصود وما عداه كالتكملة له فهو مقيد، وإلا فهو مركب.

۵۲۰۱