وَالْعَقْلِيُّ كَحِرْمانِ الانْتِفَاعِ بِأَبْلَغِ نَافِع مَعَ تَحَمُّلِ التَّعَبِ في اسْتِصْحابِهِ في قَوْلِهِ تَعَالى ـ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ـ واعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ يُنْتَزَعُ مِنْ مُتَعَدِّد فَيَقَعُ الخَطَأُ لِوُجُوبِ انْتِزَاعِهِ مِنْ أَكْثَرَ، كما إذَا انْتُزِعَ مِنَ الشطْرِ الْأَولِ مِنْ قَوْلِهِ:

كما أَبْرَقَتْ قَوْماً عِطاشاً عَمَامَةٌ

فَلَمَّا رَأَوْها أَقْشَعَتْ وَتَجَلَّتِ

لِوُجُوبِ انْتِزَاعِهِ مِنْ الجَمِيعِ، فَإنَّ المُرَادَ التَّشْبِيهُ بِاتِّصَالِ


بالنار الْمُوقَدَةِ على الأرض [و] المركب [العقلي] من وجه الشبه [كحرمان الانتفاء بأبلغ نافع مع تحمل التعب في استصحابه، في قوله تعالى ـ مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا] جمع سِفْر بكسر السين وهو الكتاب، فإنه أمر عقلى منتزع من عِدَّةِ أمور، لأنه رُوعِيَ من الحمار فعل مخصوص هو الحمل وأن يكون المحمول أوْعِيَةَ العلوم وأن الحمار جاهل بما فيها، وكذا في جانب المشبه [واعلم أنه قد ينتزع] وجه الشبه [من متعدد فيقع الخطأ لوجوب انتزاعه من أكثر] من ذلك المتعدد [كما إذا انتزع] وجه الشبه [من الشطر الأول من قوله: كما أبرقت قوما عطاشا] في الأساس ـ أبرقت لي فلانة إذا تحسَّنَتْ لك وتعرَّضَتْ ـ فالكلام ههنا على حذف الجار وإيصال الفعل، أي أبرقت لقوم عطاش جمع عطشان ]غمامة * فلمارأوها أقشعت وتجلت(١) [أي تفرقت وانكشفت، فانتزاع وجه الشبه من مجرد قوله ـ كما أبرقت قوما عطاشا غمامة ـ خطأ [لوجوب انتزاعه من الجميع] أعنى جميع البيت [فإن المراد التشبيه] أي تشبيه الحالة المذكورة في الأبيات السابقة(٢) بحالة ظهور غمامة للقوم العطاش ثم تَفَرُّقِهَا وانكشافها وبقائهم متحيرين [باتصال] أي باعتبار اتصال،

__________________

(١) ذكر شارح الشواحد أنه لم يعرف قائله.

(٢) وهي حالة من ظهر له شيء وهو في غاية الحاجة إليه وقارن ذلك ذهابه ذهابا أوجب اليأس منه.

۵۲۰۱