مِنَ اخْتِلاَطِ حَرَكات إلَى جِهات مُخْتَلِفَة، فَحَرَكَةُ الرَّحى وَالسَّهْمِ لاَ تَرْكِيبَ فِيهَا بِخِلاَفِ حَرَكةِ المُصْحَفِ فِي قَوْلِهِ:

وَكَأَنَّ الْبَرْقَ مُصْحَفُ قَار

فَانْطِبَاقَا مَرَّةً وَانْفِتاحَا

وَقَدْ يَقَعُ التَّرْكِيبُ فِي هَيْئَةِ السُّكُونِ كما فِي قَوْلِهِ في صِفَةِ الْكَلْبِ:

* يُقْعِى جُلُوسَ الْبَدَوِيِّ المُصْطَلِي *

مِنَ الْهَيْئَةِ الْحَاصِلةِ مِنْ مَوْقِعِ كُلِّ عُضْو مِنْهُ في إقْعَائِهِ،


مختلفة] له، كأن يتحرك بعضه إلى اليمين وبعضه إلى الشمال وبعضه إلى الْعُلُوِّ وبعضه إلى السُّفْلِ، ليتحقق التركيب، وإلا لكان وجه الشبه مفردا وهو الحركة [فحركة الرحى والسهم لا تركيب فيها] لاتحادها [بخلاف حركة المصحف في قوله: وكأن البرق مصحف قار] بحذف الهمزة أي قارىء [فانطباقا مرة وانفتاحا(١)] أي فينطبق انطباقا مرة، وينفتح انفتاحا أخرى، فإن فيها تركيبا، لأن المصحف يتحرك في حالتى الانطباق والانفتاح إلى جهتين، في كل حالة إلى جهة [وقد يقع التركيب في هيئة السكون، كما في قوله في صفة الكلب: يقعى] أي يجلس على ألْيَتَيْهِ [جلوس البدوي المصطلى(٢)] من ـ اصطلى بالنار ]من الهيئة الحاصلة من موقع كل عضو منه] أي من الكلب [في إقعائه] فإنه يكون لكل عضو منه في الاقعاء موقع خاص، وللمجموع صورة خاصة مؤلفة من تلك المواقع، وكذلك صورة جلوس البدوى عند الاصطلاء

__________________

(١) هو لعبدالله بن المعتز من شعراء العصر العباسي، من قصيدة له مطلعها:

عرفَ الدارَ فَحَيَّا وناحَا

بعد ما كان صَحَا واستراحَا

(٢) هو من قول المتنبى:

يقعى جلوس البدوى المصطلى

بأربعة مَجْدُولَة لم تُجْدَلِ

والمصطلى المستدفىء، ومعني كون الأربعة مجدولة لم تجدل أنها محكمة مفتولة بفعل الله لا بفعل الإنسان.

۵۲۰۱