وَقَدْ لاَحَ فِي الصُّبْحِ الثُّرَيَّا كَمَا تَرَى

كَعُنْقُودِ مُلاَّحِيَّة حين نَوَّراً

مِنَ الْهَيْئَةِ الْحَاصِلةِ مِنْ تَقَارُنِ الصُّوَرِ الْبِيضِ الْمُسْتَدِيرَةِ الصِّغارِ المَقادِيرِ في المَرْأي عَلَى الْكَيْفِيَّةِ الْمَخْصُوصَةِ إلَى المِقْدَارِ المخْصُوصِ، وَفِيمَا طَرَفَاهُ مُرَكَّبَانِ كما في قَوْلِ بشَّار:

كَأَنَّ مُثارَ النَّقْعِ فَوْقَ رُؤُوسِنا

وَأَسْيافَنَا لَيْلٌ تَهاوَى كَوَاكِبُهْ

مِنَ الهَيْئَةِ الحاصِلَةِ مِنْ هُوِيِّ أَجْرَام مُشْرِقَة مُسْتَطِيلَة مُتَناسِبَةِ الْمِقْدَارِ مُتَفَرِّقَة في


مفردان كما في قوله: وقد لاح في الصبح الثريا كما ترى * كعنقود ملاحية] بضم الميم وتشديد اللام عنب أبيض في حبه طول، وتخفيف اللام أكثر [حين نورا(١)] أي تَفَتَّحَ نَوْرُهُ [من الهيئة] بيان لما في ـ كما في قوله [الحاصلة من تقارن الصور البيض المستديرة الصغار المقادير في المرأي] وإن كانت كبارا في الواقع، حال كونها [على الكيفية المخصوصة] أي لا مجتمعة اجتماع التَّضَامِّ وَالتَّلاَصُقِ وَلا شديدة الافتراق، مُنْضَمَّةً [إلى المقدار المخصوص] من الطُّولِ وَالْعَرْضِ، فقد نظر إلى عدة أشياء وقصد إلى هيئة حاصلة منها، والطرفان مفردان، لأن المشبه هو الثريا والمشبه به هو العنقود مقيدا بكونه عنقود الملاحية في حال إخراج النَّوْرِ، والتقييد لا ينافي الأفراد كما سيجىء إن شاء الله تعالى [وفيما] أي والمركب الحسى في التشبيه الذي [طرفاه مركبان كما في قول بشار: كأن مثار النقع] من ـ أثَارَ الْغُبَارَ هَيَّجَهُ [فوق رؤوسنا * وأسيافنا ليل تهاوي كواكبه] أي يتساقط بعضها إثْرَ بعض، والأصل تتهاوى حذفت إحدى التاءين [من الهيئة الحاصلة من هوى] بفتح الهاء(٢) أي سقوط [أجرام مشرقة مستطيلة متناسبة المقدار متفرقة في جوانب شيء مظلم] فوجه الشبه مركب كما ترى، وكذا

__________________

(١) هو لأبي قيس بن الأسْلَت من شعراء الجاهلية.

(٢) بل بضمها، أما الفتح فبمعنى الصعود.

۵۲۰۱