جَوَانِب شَيْء مُظْلِم، وَفِيمَا طَرَفاهُ مُخْتَلِفانِ كَمَا مَرَّ في تَشْبِيهِ الشَّقِيقِ، وَمِنْ بَدِيعِ المُرَكَّبِ الْحِسِّيِّ ما يَجِىءُ مِنَ الهَيْئَاتِ الَّتِي تَقَعُ عَلَيْهَا الْحَرَكَةُ، وَيَكُونُ عَلَى وَجْهَينِ: أَحْدُهُما أَنْ


الطرفان، لأنه لم يقصد تشبيه الليل بالنقع والكواكب بالسيوف، بل عمد إلى تشبيه هيئة السيوف وقد سُلَّتْ من أغمادها وهي تَعْلُو وتَرْسُبُ وتجىء وتذهب وتضطرب اضطرابا شديدا وتتحرك بسرعة إلى جهات مختلفة وعلى أحوال تنقسم بين الاعوجاج والاستقامة والارتفاع والانخفاض مع التَّلاَقِي والتَّدَاخُلِ وَالتَّصَادُمِ والتَّلاَحُقِ(١) وكذا في جانب المشبه به، فإن للكواكب في تَهَاوِيهَا تَوَاقُعاً وَتَدَاخُلاً واستطالةً لأشكالها [و] المركب الحسي [فيما طرفاه مختلفان] أحدهما مفرد والآخر مركب [كما مر في تشبيه الشقيق] بأعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد(٢) من الهيئة الحاصلة من نشر أجرام حُمْر مبسوطة على رؤوس أجرام خُضْر مستطيلة، فالمشبه مفرد وهو الشَّقِيقُ، والمشبه به مركب وهو ظاهر، وعكسه تشبيه نهار مشمس قد شابه أي خالطه زهر الربا بليل مقمر على ما سيجيء(٣) [ومن بديع المركب الحسي ما] أي وجه الشبه الذي [يجىء في الهيئات التي تقع عليها الحركة] أي يكون وجه الشبه الهيئة التي تقع عليها الحركة من الاستدارة والاستقامة وغيرهما ويعتبر فيها التركيب [ويكون] ما يجىء في تلك الهيئات [على وجهين: أحدهما أن يقترن

__________________

(١) التصادم هو التلاقي، وكذا التلاحق بمعنى التتابع.

(٢) أي في قول الصنوبري:

وكأنَّ مُحْمَرَّ الشَّقِيـ

قِ إذا تَصَوَّبَ أو تَصَعَّدْ

أعلامُ ياقوت نُشِرْ

نَ عَلى رماح من زَبَرْجَدْ

(٣) من قول أبي تمام:

يا صاحبيَّ تَقَصَّيَا نظريكما

تَرَيَا وجوهَ الأرض كيف تصوَّرُ

تريا نهاراً مُشْمِساً قد شَابَهُ

زَهْرُ الرُّبَى فكأنما هو مُقْمرُ

۵۲۰۱