فَإنْ قِيلَ هُوَ مُشْتَرَكٌ فِيهِ فَهُوَ كُلِّيٌّ وَالْحِسِّيُّ لَيْسَ بِكُلِّيٍّ، قُلْنَا المُرَادُ أَنَّ أَفْرَادَهُ مُدْرَكَةٌ بِالحِسِّ، فالْواحِدُ الْحِسِّيُّ كالْحُمرةِ وَالخفاءِ وَطِيبِ الرائِحَةِ وَلَذَّةِ الطَّعْمِ وَلِينِ الْمَلْمَسِ فِيمَا مَرَّ، وَالْعَقْلِيُّ كالْعَرَاءِ عَنِ الْفَائِدَةِ وَالْجَرْأَةِ


الحسى يصح بالوجه العقلي من غير عكس [فإن قيل هو] أي وجه الشبه [مشترك فيه ]ضرورة اشتراك الطرفين فيه [فهو كلي] ضرورة أن الجزئي يمتنع وقوع الشركة فيه [والحسي ليس بكلي] قطعا ضرورة أن كل حسي فهو موجود في المادَّة حاضر عند الْمُدْرِكِ، ومثل هذا لا يكون إلا جزئيا ضرورة، فوجه الشبه لا يكون حسيا قط [قلنا المراد] بكون وجه الشبه حسيا [أن أفراده] أي جزئياته [مدركة بالحس] كالحمرة التي تدرك بالبصر جزئياتها الحاصلة في الْمَوَادِّ، فالحاصل أن وجه الشبه إما واحد أو مركب أو متعدد، وكل من الأولين إما حسي أو عقلي، والأخير إما حسي أو عقلي أو مختلف، تصير سبعة، والثلاثة العقلية(١) طرفاها إما حسيان أو عقليان أو المشبه حسى والمشبه به عقلي أو بالعكس، صارت ستة عشر قسما [فالواحد الحسي كالحمرة] من الْمُبْصَرَاتِ [والخفاء] يعني خفاء الصوت من المسموعات [وطيب الرائحة] من المشمومات [ولذة الطعم] من الْمَذُوقَاتِ [ولين الملمس] من الملموسات [فيما مر] أي في تشبيه الخد بالورد، والصوت الضعيف بالهمس، والنَّكْهَةِ بالعنبر، والرِّيقِ بالخمر، والجلد الناعم بالحرير، وفي كَوْنِ الخفاء من المسموعات والطِّيبِ من المشمومات واللذة من الْمَذُوقَاتِ تَسَامُحٌ(٢) [و] الواحد [العقلي كالعراء عن الفائدة والجرأة] على وزن الْجَرْعَةِ أي الشجاعة، وقد يقال جَرُؤَ

__________________

(١) وهي الواحد العقلي والمركب العقلي والمتعدد العقلي.

(٢) لأن المدرك بالحس الصوت الخفي ورائحة الطيب وطعم الخمر، لا الخفا والطيب واللذة، لأنها أمور عقلية.

۵۲۰۱