مِنَ الْأَصْوَاتِ الضَّعِيفَةِ وَالْقَوِيَّةِ وَالَّتِي بَيْنَ بَيْنَ، أَوْ بِالذَّوْقِ مِنَ الطُّعُومِ، أَوْ بِالشَّمِّ مِنَ الرَّوائِحِ، أَوْ بِاللَّمْسِ مِنَ الحرَارَةِ وَالْبُرُودَةِ وَالرُّطُوبةِ وَالْيُبُوسةِ وَالْخُشُونةِ وَالمَلاَسةِ وَاللِّينِ وَالصَّلاَبةِ وَالْخِفَّةِ وَالثِّقَلِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا،


[من الأصوات الضغيفة والقوية والتي بين بين] والصوت يحصل من الَّتمَوُّجِ المعلول لِلْقَرْعِ الذي هو إمْسَاسٌ عَنِيفٌ(١) والْقَلْعِ الذي هو تفريق عنيف بشرط مُقَاوَمَةِ المقروع للقارع والمقلوع للقالع، ويختلف الصوت قوة وضعفا بحسب قوة المقاومة وضعفها [أو بالذوق] وهي قوة مُنْبَثَّةٌ في الْعَصَبِ المفروش على جِرْمِ اللسان [من الطعوم] كالحرافة والمرارة والملوحة والحموضة وغير ذلك [أو بالشم] وهي قوة رُتِّبَتْ في زائدتي مُقَدَّمِ الدماغ المشبهتين بِحَلَمَتِيَ الثَّدْيِ(٢) [من الروائحِ، أو باللمس] وهي قوّة سارية في البدن يدرك بها الملموسات [من الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة] هذه الأربعة هي أوائل الملموسات، فالْأُولَيَانِ منها فِعْلِيَّتَانِ(٣) وَالْأُخْرَيَانِ منها انْفِعَالِيَّتَانِ(٤)[والخشونة] وهي كَيْفِيَّةٌ حاصلة من كَوْنِ بعض الأجزاء أخفض وبعضها أرفع [والملاسة] وهي كيفية حاصلة عن استواء وَضْعِ الأجزاء [واللين] وهي كيفية تقتضى قبول الغمز إلى الباطن ويكون للشيء بها قَوَامٌ غير سَيَّال [والصلابة] وهي تقابل اللين [والخفة] وهي كيفية بها يتقضى الجسم أن يتحرك إلى صَوْبِ المحيط لو لم يَعُقْهُ عائق [والثقل] وهي كيفية بها يقتضى الجسم أن يتحرك إلى صَوْبِ المركز لولم يعقه عائق [وما يتصل بها] أي بالمذكورات كالْبِلَّةِ والجفاف

__________________

(١) إنما قيد بهذا لأنّ وضع حجر على آخِر بمهل لا يحصل به تموج ولا صوت.

(٢) وتقابل كل واحدة منهما ثقبة من ثقبتى الأنف.

(٣) لأنهما يقتضيان الجمع والتفريق وكلاهما فعل.

(٤) لأنهما يقتضيان تأثر موصوفهما، فيكون سهل التشكل في الرطوبة وصعبه في اليبوسة.

۵۲۰۱