فَصْلِهِمَا، أَوْ خَارِجٌ صِفَةٌ إمَّا حَقِيقِيَّةٌ وَهِيَ إمَّا حِسِّيَّةٌ، كالْكَيْفِيَّاتِ الْجِسْمِيَّةِ مِمَّا يُدْرِكُ بِالْبَصِرِ مِنْ الأَلْوَانِ وَالْأَشْكَالِ وَالْمَقَادِيرِ وَالْحَرَكَاتِ وَمَا يَتّصِلُ بِهَا، أَوْ بِالسَّمْعِ


فصلهما] كما يقال هذا القميص مثل ذاك في كونهما كَتَّاناً أو ثوبا أو من القطن(١) [أو خارج] عن حقيقة الطرفين [صفة] أي معنى قائم بهما ضرورة اشتراكهما فيه، وتلك الصفة [إما حقيقية] أي هيئة متمكنة في الذات متقررة فيها [وهي إما حسية] أي مدركة بإحدى الحواسِّ الظاهرة، وهي [كالكيفيات الجسمية] أي المختصة بالجسم [مما يدرك بالبصر] وهي قُوَّةٌ مُرَتَّبَةٌ في العَصَبَتَيْنِ الْمجُوَّفَتَيْنِ اللَّتين تتلاقيان فتفترقان إلى العينين [من الألوان والأشكال] والشكل هَيْئَةُ إحاطَةِ نهاية واحدة أو أكثر بالجسم، كالدائرة ونصف الدائرة والْمُثَلَّثِ والْمُرَبَّعِ(٢) وغير ذلك [والمقادير] جمع مقدار، وهو كَمٌّ متصل قَارُّ الذات، كالخط والسطح [والحركات ]والحركة هي الخروج من القوة إلى الفعل على سبيل التدريج(٣) وفي جعل المقادير والحركات من الكيفيات تَسَامُحٌ(٤)[وما يتصل بها] أي بالمذكورات، كالحسن والقبح المتصف بهما الشخص باعتبار الْخِلْقَةِ التي هي مجموع الشكل واللون، وكالضحك والبكاء الحاصلين باعتبار الشكل والحركة [أو بالسمع] عَطْفٌ على قوله ـ بالبصر ـ والسمع قُوَّةٌ رُتِّبَتْ في الْعَصَبِ المفروش على سطح باطن الصِّمَاخَيْنِ تدرك بها الأصوات

__________________

(١) الكتان والقطن مثال للفصل، والثوب مثال للجنس، ومثال النوع ـ هذا الثوب مثل هذا الثوب في كونه قميصا.

(٢) الدائرة مثال لما أحاط به نهاية واحدة، ونصف الدائرة لما أحاط به نهايتان، والمثلث لما أحاط به ثلاث نهايات، والمربع لما أحاط به أربع.

(٣) كخروج الإنسان من شبابه إلى الهرم، فهو انتقال من الهرم بالقوة إلى الهرم بالفعل.

(٤) لأن المقادير من مقولة الْكَمِّ، والحركة من الأعراض النسبية، والخطب في ذلك سهل، لأنه يكفى فيه فرض أنها من الكيفيات.

۵۲۰۱