فَدَخَلَ فِيهِ الخَيالِيُّ، كما فِي قَوْلِهِ:

وَكَأَنَّ مُحْمَرَّ الشَّقِيـ

ـقِ إذَا تَصَوَّبَ أوْ تَصَعَّدْ

أَعْلاَمُ يَاقُوت نُشِرْ

نَ عَلَى رِمَاح مِنْ زَبَرْجَدْ

وَبِالْعَقْلِيِّ ما عَدَا ذلِكَ، فَدَخَلَ فِيهِ الوَهْمِيُّ أَيْ ما هُوَ غَيرُ مُدْرَك بِهَا وَلَوْ أُدْرِكَ لَكانَ مُدْرَكاً بِهَا، كما فِي قَوْلِهِ:

* وَمَسْنُونَة زُرْق كَأَنيَابِ أَغْوَالِ *


واللمس [فدخل فيه] أي في الحسي بسبب زيادة قولنا ـ أو مادته [الخيالي] وهو المعدوم الذي فُرِضَ مجتمعا من أمور كُلُّ واحد منها مما يدرك بالحس [كما في قوله: وكأن محمر الشقيق] هو من باب ـ جَرْدُ قطيفة(١) والشقيق ورد أحمر في وسطه سواد ينبت بالجبال [إذا تصوب] أي مال إلى السُّفْلِ [أو تصعد] أي مال إلى العُلُوِّ [أعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد(٢)] فإن كُلاَّ من الْعَلَمِ والياقوت والرمح والزبرجد محسوس، لكن المركب الذي هذه الأمورُ مَادتَّهُ ليس بمحسوس، لأنه ليس بموجود، والحس لا يدرك إلا ما هو موجودٌ في المادَّةِ حاضرٌ عند الْمُدْرِكِ على هيئة مخصوصة [و] المراد [بالعقلي ما عدا ذلك] أي ما لا يكون هو ولا مادته مدركا بإحدى الحواس الخمس الظاهرة [فدخل فيه الوهمي] أي الذي لا يكون للحس مَدْخَلٌ فيه [أي ما هو غير مدرك بها] أي بإحدى الحواس المذكورة [و] لكنه بحيث [لو أدرك لكان مدركا بها] وبهذا القيد يتميز عن العقلي(٣) [كما في قوله]:

أيقتلنى والْمَشْرَفِيُّ مُضَاجِعِي

[ومسنونة زرق كأنياب أغوال(٤)]

__________________

(١) أي قطيفة جرداء ذهب وبرها، فهو من إضافة الصفة إلى الموصوف.

(٢) قيل إن البيتين لأبي بكر أحمد بن محمد المعروف بالصنوبري، من شعراء الدولة العباسية.

(٣) يعني العقلى الصرف، لأن الوهمي داخل في العقلى هنا على ذلك التعريف.

(٤) هو لامريء القيس.

۵۲۰۱