قِيلَ وَمِنْ كَثْرَةِ التَّكرَارِ وَتَتابُعِ الاضافاتِ كَقَوْلِه:


والفراق، وأُوطِّنُها على مقاساة الأحزان والأشواق، وأتجرع غصصها، وأتحمل لأجلها حزنا يُفِيضُ الدموع من عينى، لأتسبب بذلك إلى وصل يدوم، ومسرة لا تزول، فإن الصبر مفتاح الفرج، ولكل بداية نهاية، ومع كل عُسْر يُسْراً، وإلى هذا أشار الشيخ عبدالقاهر في دلائل الاعجاز، وللقوم ههنا كلام فاسد أوردناه في الشرح(١).

[قيل] فصاحة الكلام خلوصه مما ذكر [ومن كثرة التكرار وتتابع الاضافات كقوله ]*وتُسْعدِنُي في غَمْرَة بعد غمرة*(٢) [سبوح] أي فرس حسن الجرى لا تتعب

__________________

(١) يعني شرحه المطول على تلخيص المفتاح.

تطبيقات على التعقيد:

١ـ صانَ اللئيمُ وصُنْتُ وجهىَ مالَهُ

وَوَنَى فلم يَبْذُلْ ولم أتَبَذَّلِ

٢ـ ومُقْلَةً وحاجباً مُزَجَّجَا

وفاحماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا

ففصل في الأول بين الفعل ومفعوله بجملة فعلية، فأوجد فيه تعقيداً، وأصل الكلام صان اللئيم ماله وصنت وجهى عنه، وفي الثاني سمى أنف محبوبته مرسنا، وهو إنما يكون للحيوان، لأنه الموضع الذي يقع عليه الرسن، فهو مجاز بعيد فاحش.

أمثلة أخرى:

١ـ وليستْ خُراسانُ التي كان خالدٌ

بها أَسَدٌ إذ كان سَيْفاً أَميرُهَا

٢ـ أَنَّى يكون أبا البرايا آدَمٌ

وأبوكَ والثَّقلانِ أنْتَ محمَّدُ

(٢) هو من قصيدة المتنبى يمدح بها سيف الدولة، ومطلعها:

عواذلُ ذاتِ الخالِ فِيَّ حَوَاسِدُ

وإنَّ ضَجِيعَ الْخَوْدِ مِنِّي لَمَاجِدُ

۵۲۰۱