كَلاَم آخَرَ مُسَاو لَهُ فِي أصْلِ المَعْنَى، كَقَوْلِهِ:

يَصُدُّ عَنِ الدُّنْيا إذَا عَنَّ سودَدٌ

وَلَوْ بَرَزَتْ فِي زِيِّ عَذْراءَ ناهِدِ

وَقَوْلِهِ:

وَلَسْتُ بِنَظَّار إلَى جَانِبِ الْغِنَى

إذَا كَانَتِ الْعُلْياءُ في جانِبِ الْفَقْرِ

وَيَقْرُبُ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالى ـ لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ـ وَقَوْلُ الحَمَاسِيِّ:


كلام آخر مساو له] أي لذلك الكلام [في أصل المعنى] فيقال للأكثر حروفا إنه مُطْنَبٌ، وللأقل إنه مُوجَزٌ [كقوله: يصد] أي يعرض [عن الدنيا إذا عن] أي ظهر [سودد] أي سيادة:

[* ولو برزتْ في زِيِّ عذراءَ نَاهِدِ(١) *]

الزى الهيئة، والعذراء الْبِكْرُ، والنهود ارتفاع الثَّدْيِ [وقوله: ولست] بالضم على أنه فعل المتكلم بدليل ما قبله وهو قوله:

وإني لَصَبَّارٌ على ما ينوبنى

وحَسْبُكَ أن الله أثنى على الصبر

[بنظار إلى جانب الغنى

إذا كانت العلياء في جانب الفقر(٢)]

يصفه بالميل إلى المعالى، يعنى أن السيادة مع التعب أحب إليه من الراحة مع الخمول، فهذا البيت إطناب بالنسبة إلى المصراع السابق(٣) [ويقرب منه] أي من هذا الْقَبِيلِ [قوله تعالى - لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ـ وقول الحماسي]:

__________________

(١) البيت لأبي تمام من قصيدة له في رثاء أبي الحسين محمد بن الْهَيْثَم.

(٢) البيت لِلْمُعَذَّلِ بن غَيْلاَنَ من شعراء الدولة العباسية، وقيل إنه لأبي سعيد المخزومي.

(٣) وهذا المصراع إيجاز بالنسبة إليه، وهما في ذاتهما من المساواة، لأن مثل عبارتيهما يجرى في متعارف الأوساط.

۵۲۰۱