وَمِمَّا جَاءَ بَيْنَ كَلاَمَيْنِ وَهُوَ أكْثَرُ مِنْ جُمْلَة قَوْلُهُ تَعَالى ـ فَأَتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ، نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ـ فَإنَّ قَوْلَهُ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ بَيانٌ لِقَوْلِهِ فأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أمَرَكُمُ اللهُ، وَقالَ قَوْمٌ قَدْ تَكُونُ النُّكْتَةُ فِيهِ غَيْرَ مَا ذُكِرَ، ثُمَّ


بفضلة، والفضلة لابد لها من إعراب، ويباين التكميل لأنه إنما يقع لدفع إيهام خلاف المقصود، ويباين الإيغال لأنه لا يكون إلا في آخر الكلام، لكنه يشمل بعض صور التذييل، وهو ما يكون بجملة لا محل لها من الإعراب وقعت بين جملتين متصلتين معنى(١) لأنه كما لم يشترط في التذييل أن يكون بين كلامين لم يشترط فيه ألاَّ يكون بين كلامين، فتأمل حتى يظهر لك فساد ما قيل إنه يباين التذييل بناء على أنه لم يشترط فيه أن يكون بين كلام أو بين كلامين متصلين معنى [ومما جاء] أي ومن الاعتراض الذي وقع [بين كلامين] متصلين [وهو أكثر من جملة أيضا] أي كما أن الواقع هو بينه أكثر من جملة [قوله تعالى ـ فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين]فهذا اعتراض أكثر من جملة، لأنه كلام يشتمل على جملتين وقع بين كلامين أولهما قوله ـ ﴿فأتوهن من حيث أمركم الله﴾ ـ وثانيهما قوله [نساؤكم حرث لكم] والكلامان متصلان معنى [فإن قوله ـ نساؤكم حرث لكم ـ بيان لقوله ـ فأتوهن من حيث أمركم الله] وهو مكان الحرث، فإن الغرض الأصلي من الاتيان طلب النسل لا قضاء الشهوة، والنكتة في هذا الاعتراض الترغيب فيما أمروا به، والتنفير عما نهوا عنه [وقال قوم قد تكون النكتة فيه] أي في الاعتراض [غير ما ذكر] مِمَّا سِوَى دَفْعِ الإيهام، حتى إنه قد يكون لدفع إيهام خلاف المقصود [ثم] القائلون بأن النكتة

__________________

(١) أي وكان وقوعها بينهما للتأكيد، ويمكن أن يكون منه الاعتراض الآتى في قوله تعالى ﴿فأتوهن من حيث أمركم الله الآية.

۵۲۰۱