أَوْ أَكْثَرَ لاَمَحَلَّ لَهَا مِنَ الاْعْرَابِ لِنُكْتَة سِوَى دَفْعِ الْإِبهامِ، كَالتَّنْزِيهِ في قَوْلِهِ ـ وَيَجْعَلُونَ للهِ الْبَنَاتِ سُبْحانهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ ـ وَالدُّعَاءِ فِي قَوْلِهِ:

إنَّ الثَّمَانِينَ وَبُلِّغْتَهَا

قَدْ أحْوَجَتْ سَمْعِى إلى تَرْجُمَانْ

وَالتَّنْبِيهِ في قَوْلِهِ:

وَاعْلَمْ فَعْلِمُ المَرْءِ يَنفَعُهُ

أنْ سَوْفَ يأتِي كُلُّ ما قُدِرَا


لا محل لها من الاعراب لنكتة سوي دفع الايهام] لم يرد بالكلام مجموع المسند إليه والمسند فقط بل مع جميع ما يتعلق بهما من الْفَضَلاَتِ والتوابع، والمراد باتصال الكلامين أن يكون الثاني بيانا للأول أو تأكيدا أو بدلا[كالتنزيه في قوله تعالى ـ ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون] فقوله ـ سبحانه ـ جملة لأنه مَصْدرٌ بتقدير الفعل(١)وقعت في أثناء الكلام، لأن قوله ـ ولهم ما يشتهون ـ عَطْفٌ على قوله ـ لله البنات [والدعاء في قوله:

إن الثمانين وبلغتها

قد أحوجت سمعى إلى ترجمان(٢)]

أي مُفَسِّر وَمُكَرِّر، فقوله ـ وبلغتها ـ اعتراض في أثناء الكلام لقصد الدعاء، والواو في مثله تسمى واوا اعتراضية ليس بعاطفة ولا حَالِيَّة [والتنبيه في قوله: واعلم فعلم المرء ينفعه] هذا اعتراض بين ـ اعلم ـ ومفعوله وهو [أن سوف يأتى كل ما قدرا(٣)]أن هي المخففة من الثقيلة، وضمير الشأن محذوف، يعني أن المقدور آت ألْبَتَّةَ وإن وقع فيه تأخيرٌمَّا، وفي هذا تسلية وتسهيل للأمر، فالاعتراض يباين التتميم لأنه إنما يكون

__________________

(١) أي بفعل مقدر من معناه، والتقدير أنزهه سبحانه أي تنزيها.

(٢) هو لعوف بن مُحَلَّم الشيباني من شعراء الدولة العباسية، وكان قد دخل عليه عبدالله بن طاهر فسلم عليه فلم يسمع، فقال له ذلك من قصيدة في مدحه والاعتذار إليه.

(٣) هذا البيت أنشده أبو على الفارسي ولم ينسبه.

۵۲۰۱