أيْ أمْرُهُ أوْ عَذَابُهُ، وَمِنْهَا أنْ يَدُلُّ الْعَقْلُ عَلَيْهِ وَالْعَادَةُ عَلَى التَّعْيينِ، نَحْوُ ـ فذلِكُنَّ الَّذِي لمُتُنَنَّىِ فِيهِ ـ فَإنَّهُ يَحْتَمِلُ فِي حُبِّهِ لِقَوْلِهِ ـ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً ـ وَفِي مُرَاوَدَتِهِ لِقَوْلِهِ ـ تُرَاوِدُ فَتاهَا عَنِ نَفْسِهِ ـ وَفِي شَأْنِهِ حَتَّى يَشْمَلهُمَا، وَالْعادَةُ دَلَّتْ عَلَى الثَّانِي، لِأَنَّ الحُبَّ المُفْرِطَ لاَيُلاَمُ صَاحِبُهُ عَلَيْهِ فِي الْعَادَةِ لِقَهْرِهِ إيَّاهُ، وَمِنْها الشُّرُوعُ فِي الْفِعْلِ،


المراد أيضا [أي أمره أو عذابه] فالأمر المعين الذي دل عليه العقل هو أحد الأمرين لا أحدهما على التعيين [ومنها أن يدل العقل عليه والعادة على التعيين نحو ـ فذلكن الذي لمتننى فيه] فإن الفعل دل على أن فيه حذفا، إذ لا معنى للوم الإنسان على ذات الشخص، وأما تعيين المحذوف [فإنه يحتمل] أن يقدر [في حبه لقوله ـ قد شغفها حبا ـ وفي مراودته لقوله ـ تراود فتاها عن نفسه ـ وفي شأنه حتى يشملهما] أي الْحُبَّ وَالْمُرَاوَدةَ [والعادة دلت على الثاني] أي مراودته [لأن الحب المفرط لا يلام صاحبه عليه في العادة لقهره] أي الحب المفرط [إياه] أي صاحبه، فلا يجوز أن يقدر في حبه ولا في شأنه لكونه شاملا له، ويتعين أن يقدر في مراودته نظرا إلى العادة [ومنها الشروع في الفعل] يعنى من أدلة تعيين المحذوف لا من أدلة الحذف، لأن دليل الحذف ههنا هو أن الجار، والمجرور لابد أن يتعلق بشيء(١) والشروع في الفعل دل على أنه ذلك الفعل

__________________

(١) وهذا يرجع في الحقيقة إلى دلالة العقل، وكذلك دلالة الاقتران، فالدليل على الحذف هو العقل في كل الأحوال.

تطبيقات على الايجاز:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿أفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلاْسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُور مِنْ رَبِّهِ فَويْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ أُولئِكَ فِي ضَلاَل مُبِين.

٢ـ كُلُّ امريء سَتَئِيمُ مِنْهُ

الْعِرْسُ أو منها يَئِيمْ

٣ـ وإنْ هُوَ لم يحمل على النفس ضَيْمَهَا

فليس إلى حسن الثناء سَبِيلُ

۵۲۰۱