وَإمَّا جُمْلَةٌ مُسَبَّبَةٌ عَنْ مَذْكُور، نَحْوُ ـ لِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ ـ أيْ فَعَلَ ما فَعَلَ، أوْ سَبَبٌ لِمَذْكُورِ، نَحْوُ ـ فانْفَجَرَتْ ـ إنْ قُدِّرَ فَضَرَبَهُ بِهَا، وَيَجُوزُ أنْ يُقَدَّرَ فإنْ ضَرَبْتَ بِهَا فَقَدْ انْفَجَرَتْ، أوْ غَيْرُهُمَا، فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ـ عَلَى مَا مَرَّ.

وَإمَّا أكْثَرُ مِنْ جُمْلَة، نَحْوُ ـ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأَوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ، يُوسُفُ ـ أيْ إلَى يُوسُفَ لاِسْتَعْبرَهُ الرُّؤْيَا فَفَعَلُوا فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ


[وإما جملة] عَطْفٌ على ـ إما جزء جملة ـ فإن قلت ماذا أراد بالجملة ههنا حيث لم يعد الشرط والجزاء جملة، قلت أراد الكلام المستقل الذي لا يكون جزءا من كلام آخر [مسببة عن] سبب [مذكور، نحو ـ ليحق الحق ويبطل الباطل] فهذا سبب مذكور حذف مُسَبَّبُهُ [أي فعل ما فعل، أو سبب لمذكور، نحو] قوله تعالى ـ ﴿فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ[فانفجرت ـ إن قدر فضربه بها] فيكون قوله ـ فضربه بها ـ جملة محذوفة هي سبب لقوله ـ فانفجرت [ويجوز أن يقدر ـ فإن ضربت بها فقد انفجرت] فيكون المحذوف جزء جملة هو الشرط، ومثل هذه الفاء تسمى فاء فصيحة، قيل على التقدير الأول وقيل على التقدير الثاني وقيل على التقديرين(١) [أو غيرهما] أي غير المسبب والسبب [نحو ـ فنعم الماهدون ـ على ما مر] في بحث الاستئناف من أنه على حذف المبتدإ والخبر على قول من يجعل المخصوص خبر مبتدإ محذوف(٢).

[وإما أكثر] عَطْفٌ على ـ إما جملة ـ أي أكثر [من جملة] واحدة [نحو ـ أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون، يوسف أي] فأرسلون [إلى يوسف لأستعبره الرؤيا ففعلوا فأتاه فقال له

__________________

(١) فهي على الأول المفصحة عن مقدر بشرط كونه سببا، وعلى الثاني المفصحة عن شرط مقدر، وعلى الثالث المفصحة عن محذوف مطلقا.

(٢) وكذا على قول من يجعله مبتدءا حذف خبره، فيكون التقدير عليهما هم نحن أو نحن هم، وأما على قول من يجعله مبتدءا والجملة قبله خبره فيكون المحذوف في ذلك جزء جملة.

۵۲۰۱