صَحِيحَة، أوْ نَحْوِهَا بِدَلِيلِ ما قَبْلُهُ، أوْ شَرْطٌ كمَا مَرَّ، أوْ جَوابٌ شَرْط إمَّا لِمُجَرَّدِ الاخْتِصارِ، نَحْوُ ـ وَإذَا قِيلَ لَهُم اتَّقُوا ما بَيْنَ أيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ـ أيْ أعْرَضُوا بِدَلِيلِ ما بَعْدَهُ، أوْ لِلدَّلاَلَةِ عَلَى أنَّهُ شَيْءٌ لاَيُحِيطُ بِهِ الْوَصْفُ، أوْ لِتَذْهَبَ نَفْسُ السَّامِعِ كُلَّ مَذْهَب مُمْكِن، مِثالُهما ـ وَلَوْ تَرَى إذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ ـ أوْ غَيْرِ ذلِكَ، نَحْوُ ـ لاَ يَسْتَوى مِنْكُمْ مَنْ أنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ـ أيْ وَمَنْ أنْفَقَ مِنْ بَعْدِهِ وَقاتَلَ بِدَلِيلِ ما بَعْدَهُ.


كل سفينة [صحيحة أو نحوها] كسليمة أو غير معيبة [بدليل ما قبله] وهو قوله (فَأرَدْتُ أنْ أعِيبَهَا) لدلالته على أن الملك كان لا يأخذ المعيبة [أو شرط كما مر] في آخر باب الإنشاء(١) [أو جواب شرط] وحذفه يكون [إما لمجرد الاختصار نحو ـ وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ـ] فهذا شرط حذف جواب [أي أعرضوا بدليل ما بعده] وهو قوله تعالي ﴿وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَة مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ [أو للدلالة على أنه] أي جواب الشرط [شيء لا يحيط به الوصف أو لتذهب نفس السامع كل مذهب ممكن، مثالهما ـ ولو تري إذ وقفوا على النار] فحذف جواب الشرط للدلالة على أنه لا يحيط به الوصف، أو لتذهب نفس السامع كل مذهب ممكن [أو غير ذلك] المذكور كالمسند إليه والمسند والمفعول كما مر في الأبواب السابقة، وكالمعطوف مع حرف العطف [نحو ـ لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ـ أي ومن أنفق من بعده وقاتل بدليل ما بعده] يعنى قوله تعالى ﴿أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا.

__________________

(١) أي من تقدير الشرط في جواب التمنى والاستفهام والأمر والنهي، كقولك ـ ليت لي ما لا أنفقه ـ أي إن أرزقه أنفقه وهكذا:

۵۲۰۱